ج- كانت رؤية الامام (قدس سره) مختلفة تماماً، حول مواضيع، كالاحزاب وانشطتها وانّها مسموح او غيرمسموح لها بالقيام بنشاط، وماهي حدود ذلك، في البلاد، لأنه سماحته، كان يعتقد بأنّ تدوين او تنفيذ القوانين، تابع للسلطات التشريعية التي ترسم انشطة الأحزاب والسماح او عدم السماح لها بالنشاط... وليس القائد. اضافة الى انه قدتكون هنالك مسائل هامة لم يَبُث فيها سماحة الامام. كمثال .. الامام، اعتقادياً، كان مسلماً شيعياً امامياً، وملتزماً كل الألتزام بعقيدته، اما، لايُمكن القول، بما انه سماحته (قدس سره) كان كذلك، فعلى المسلمين السنة اوالاقليات الدينية الأخرى، ان تؤمن بما كان يُؤمن به الامام، خاصة فيما يتعلق بالنبوة والأمامة! ... وكان ديدنُه سماحته كذلك حتى في مسائل صغيرة! وكما تقتضيه ادارة البلاد، فالامام، كان يُشير الى انّ شخصاً ما، هو اصلح لأن يكون رئيساً للجمهورية من شخص آخر، مثلاً. الاّ انّ ذلك (اي انتخاب الرئيس)، حسب رؤيته (قدس سره)، يعود للشعب. لذا، فالقانون هو الذي ، يحدد انشطة الأحزاب وماتقوم به وليس ماكان يراه الامام، رغم انّ رؤية سماحته بالنسبة لبعض المسائل، ومن بينها الاحزاب، كانت مؤثرة. وبما انّ الاحزاب ومالعبته من ادوار في فترات مختلفة في ايران، لم تكن ذا تأثير يُذكر على المجتمع، سواء خلال زمن المشروطة (الملكية الدستورية)، او زمن تأميم النفط، او انتفاضة الخامس عشر من خُرداد (5 حزيران1963 م )، او زمن انطلاق الثورة، وما واجهته من تحدّيات... مما ادّى الى عدم التفات سماحته الامام (قدس سره) الى ذلك ليكون من اولويات سماحته. فقد كان سماحته يعتقد، بالتزام المسؤولين والمقربين (اليه) باهداف الثورة وقيمها الاسلامية، والتوجّه الى عامة افراد الشعب وتواجد شرائح الشعب بحرية على الساحة في كافة المجالات المصيرية.