ان التزام الإمام الخميني بالإسلام وعلى الوجه الأكمل هو الذي أسس لإقامة الجمهورية الإسلامية في إيران واقامة الحكم الإسلامي، حكم الله، حكم القرآن، ولم يكن الأمر سهلاً على الاطلاق في هذا العصر الجحود بالذات، ولولا طاعته الحكيمة لرب العالمين المرتكزة على علم ومعرفة غنيين بكتابه وسنة رسوله لاستحال الأمر. فالقرآن الكريم كون مسطور والكون قرآن منظور، وقد رأى قائد الأمة الإسلامية الكون كله في سطور القرآن ولم تعد به حاجة إلى ما هو غير ذلك. هذا الالتزام اللصيق بكتاب الله والالتصاق بالإسلام حتى الذوبان فيه لم يكن دعوة للناس الا بعد ان كان التزاماً ذاتياً كاملاً وكلياً، ومنذ خفقة الحس في نبضه حتى مبايعته قائداً للأمة، وبقي بعد ذلك على ما هو عليه حتى لاقى وجه ربه. والعظمة الذاتية لقائد الأمة تتجلى في ثقته بقدرة الإسلام وثقته بذاتية المسلم،