قدس المتعبين مهداة إلى روح الإمام الخميني قدس سره


بقلم : الشيخ مصطفى ملص

فاضَ الغمامُ
على التلالِ تَودُّدا
وَ حَبَا الربيعَ السهلَ المخَّضبَ بالنّدا
حقلاً مُورِداً
يا أيُّها المسكونُ عشقاً والهاً
كَيفَ السبيلُ إلى قمحِ كفّيكْ
إنَّ إرتحالي دائمٌ إلى يديكْ
إلى ضفافكْ
علّي أسامرُ نَورساً
أو آوي إلى حُضنِِ عَفافِكْ
أيُّها المسكونُ عشقاً مُعتْقاً
كيفَ أحلتَ هَذا السَّديمَ
 
رَبيعاً مورِقاً
عصافيرَ و نشيداً
و حَوَّلْتَ القمحَ عيداً
و طَويتَ شراعَكَ عندَ المساء
ناشراً ثوبَ السكينة يا سيدي
لِمَنْ تركْتَ السفينةْ
***
أيُّ شعاع تَوهَّجَ من جَبينك كَوْكَباً فتَّ الظلامَ
و أحيا القلوبَ ... و أرهبا
هذه الخُطى مَشتْ على دربِكْ
هذه الوديانُ أُشربَتْ
من ينابيع قلبكْ
فمنْ بَعدَكَ للرموزِ المُشَفَّرة ؟
من يَفْهَمُ الوصايا
قبل وعدِ الآخرةْ
يا صاحب العِمَّةِ السوداء
إني أخالُكَ بحراً سيفراً
آياتٍ رَصينَةْ
إني أخُالكَ صلاةً تَتلُوها السَّماءُ
كَيفما تَسْلَمَ السَّفينة
***
يا سيّدي
كيفَ العبورُ من مَساربِ النيلِ
إلى حَدائقِ البكاءْ
كيف يَعودُ المرتدُ عَنْ حُزنه
إلى طُمَأنينةِ الحُزنِ المُعَتَّقِ بالدُعاءْ
يا سيّدي
إنَّ هذا اليلُ سِتْرُ العاشقينْ
فمُدَّ إلينا يَدَيْنِ من حنينْ
أقسمتُ أنَّ يَداك قدس المتعبينْ
و أنَّ هذه العباءَة فيضُ عشقٍ
فدَثِّرْ بها ألامَناو الجراحْ
و أوقظِ الفجرَ الذي نامَ عن أحلامِنَا
***
هذه المسافاتُ.. خالها الناسُ نأياً
فَأحلتَّها جسراً للتلاقي
و أَرَدْتَ نَظْمَ الكَواكِبِ عِقداً
كي لا تصيرَ إلى إفتراق
و رُحتَ تُغْريهِمْ بالعبير
يا سيّدي
هذه الأُنوفُ لا تَعرفُ
إلا الشَخيرْ
عصافيرهُم.. طرائدْ
زهورُهُمْ.. فواتحُ الشهواتِ
عِندَ الموائدْ
هَمُّهُمْ كأس وَزِيرْ
فَلسْتَ منهُم وَاحداً
و لا فَرداً
أنت سرُّ الطامِحينَ إلى العُلا
و آيةُ المُجِدِّ إذا رَامَ مَجْدَا
يا سيّدي
يا من ركِبتَ الليلَ سفينةَ اسِتغْفَارْ
و اتخذتَ مِنْ أمانِ اللهِ مَوئِلاً
طابتْ لكَ الجِنانُ مَرتَعاً
و عينُ الإله لَكَ مَنزِلا

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء