السمتان البارزتان في تكوين شخصية الإمام هما أنه فقيه جليل من أكبر الفقهاء، والأم الثاني هو انه كان رجلاً بارزاً من رجال العرفان، كان رجلاً متألهاً، بهذا الفقه وبهذا العرفان، وبما حباه الله من مزايا عظيمة، فجر ثورة ما تزال تنمو وتتجدد، الثورة لم تخب بعد، ولن تتوقف. وهذه الثورة لم تكن ثورة سياسية على نظام سياسي في بلد مظلوم، بل كانت ثورة على المحتوى الفكري والحضاري للنظام. ، أن هذا الإمام العظيم لم يكن نتاج إيران القوية والوطنية، كما أنه ليس من نتاج إيران الإسلامية، فقد كان نتاج الإسلام الخالص فقط، خارج إيران وخارج كل اطار آخر، ولو قدر الله أن يولد الإمام في مكان آخر لتحدث لغة أخرى، ولكان هو الإمام الخميني نفسه وان كان هناك تهم مذهبية أو طائقية اتهمت بها إيران، فإنما هي أخطاء ارتكبها أشخاص عمداً أو عن غير عمد في إيران أو خارجها. رفض الإمام العزيز الدخول في لعبة التواطؤ على المستضعفين فسمي ظلامياً وارهابياً، والمستكبر هو الذي رفض أن يعايش إيران، وإيران يدها ممدودة على قاعدة الآية المباركة : ( قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله )، حين قام الإمام بثورته لم يكن وحيداً بل كان الله تعالى يسدد خطواته، وكل الشعب الإيراني معه، وأيضاً كان معه تلامذته المخلصون من أمثال الشهداء الذين قضوا في انفجار مقر الحزب الجمهوري في إيران.