السمتان البارزتان في تكوين شخصية الامام هما انه فقيه جليل من اكبر الفقهاء، والامر الثاني هو انه كان رجلا بارزا من رجال العرفان: كان رجلا متألها، بهذا الفقه وبهذا العرفان، وبما حباه الله من مزايا عظيمة، فجر ثورة ما تزال تنمو وتتجدد، الثورة لم تخب بعد، ولن تتوقف. وهذه الثورة لم تكن ثورة سياسية على نظام سياسي في بلد مظلوم، بل كانت ثورة على المحتوى الفكري والحضاري للنظام.
لقد اسس الجمهورية الاسلامية على أساس المعادلة الفكرية الاسلامية والحضارة الاسلامية، وبهذا أعاد الاسلام من غربته وجعله سيدا في ايران، وجعله قوة معترفا بها في جميع انحاء العالم. فقبل عام 1979 كانت قيمة الاسلام الثقافية والحضارية والسياسية في المعادلة الدولية تساوي صفرا، والملياز واكثر من مليار مسلم كانوا في المعادلة يساوون صفرا.