لقد أعلنت مراراً بأني لم اعقد الأخوة مع أي شخص مهما كان. وان إطار صداقتي يكمن في صحة الطريق الذي يسلكه الفرد. فالدفاع عن الإسلام وحزب الله مبادئ ثابتة في سياسة الجمهورية الإسلامية. لا بد لنا من الدفاع عمن يقوم المنافقون بقطع رؤوسهم أمام نسائهم وأبنائهم وعلى مائدة الإفطار. ولا بد لنا من معاداة الذين ظهرت ملفات تعاونهم مع أميركا من وكر التجسس.. يجب أن يكون كل عشقنا لله لا للتاريخ. إن الذين يدافعون عن المنافقين والليبراليين لا يوجد لهم موطئ قدم بين شعبنا العزيز المنجب للشهداء. فإذا ما أصبح أذناب الأجانب وغير الواعين المخدوعين أبواقاً للآخرين وأصروا على نهجهم هذا، فان شعبنا سيقوم بطردهم دون أدنى تسامح. .
إنني أطلب مرة أخرى من كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بأن لا يخشوا أحداً غير الله العظيم، وان يشدوا الأحزمة على البطون ولا يتخلوا عن النضال والجهاد ضد فساد وفحشاء الرأسمالية الغربية، وتفاهة واعتداء الماركسية. إذ أننا لا زلنا في الخطوات الأولى من نضالنا العالمي ضد الغرب والشرق.
وهل سنعاني أكثر مما عانيناه لحد الآن من الناهبين الدوليين؟ وهل سينعتونا بالعنف والتحجر أكثر مما فعلوا لحد الآن؟ وهل بوسعهم أن يفعلوا أكثر مما فعله عملائهم القتلة والمنحرفين في استهداف عزة الإسلام والمسلمين؟ وهل سيرتقي أبناء الإسلام المحمدي الأصيل الأعزاء أعواد المشانق أكثر من هذا في أنحاء العالم؟ وهل ستؤخذ نساء وأطفال حزب الله في العالم أسرى أكثر مما فعلوا لحد الآن؟ ليفعل العالم الغارق في المادية، معنا كل ذلك غير اننا لن نتخلى عن أداء واجبنا الإسلامي.
لقد اتضح اليوم أكثر من أي وقت مضى حقد وعداء الاستكبار العالمي ضد الإسلام المحمدي الأصيل، وان تعبئته العامة في الدفاع عن شخص مرتزق وكاتب عميل خير دليل على ذلك. وربما لم يكن يتوقع الاستكبار العالمي كل هذه الفضيحة وإراقة ماء الوجه في سبيل تحقيق هدفه المشؤوم، حيث راح يتراجع اليوم بكل خنوع وذلة نادماً على فعلته.
ولا يستبعد أن تكون قضية محاربة حجاب النساء المسلمات في مراكز التعليم، بدافع صرف الأنظار للتقليل من أهمية الدور العظيم لدفاع العالم الإسلامي عن الرسول الأكرم – صلى الله عليه وآله وسلم -. وعلى الرغم من أن هذه القضية هي الأخرى من الآلام التي تعاني منها الشعوب الإسلامية، إذ أنه كيف يعتبر عالم يصطلح عليه بالحر، إلزام النساء والفتيات المسلمات بخلع الحجاب تصرفاً ديمقراطياً. في حين أن مجرد قولنا بأن الذي يسيء إلى نبي الإسلام – صلى الله عليه وآله وسلم – يستحق الإعدام وان فقهاء المسلمين يجمعون على الفتوى بإعدامه، اعتبروا ذلك يتعارض مع مبادئ الحرية.
حقاً لماذا التزم العالم الصمت إزاء الذي لم يسمح للفتيات المسلمات بممارسة حريتهن في التواجد في الجامعات بزيهن الإسلامي، للدراسة أو التدريس؟ ألا يعني هذا أن تفسير وتأويل مبادئ الحرية والاستفادة منها، يهيمن عليه الذين يعارضون أساس الحرية المقدسة؟
صحيفة الامام الخميني، ج21، ص 296.