نماذج من بركات الثورة
من بركات هذه الثورة ان نتعرف على هذه الوجوه التي حالوا دون التعرف عليها في السابق، وقد تعرفنا عليها عن كثب إن شاء الله.
ان الحكومات العملية للاستعمار سعت الى التفريق بين فئات الشعب الايراني المختلفة، بل سعت في دائرة أوسع الى تفريق المسلمين عن بعضهم والدول الاسلامية عن بعضها، والفصل بين مختلف الفئات، فقد فصلوا علماء الدين عن سائر الفئات على سبيل المثال.
انكم ايها السادة وباعتباركم اطباء، تعلمون افضل منا المصائب التي جرعونا مرارتها. فأنتم شهود على تلك المصائب مثلما كنا شهود على الكثير من البلايا التي صبت على رؤوسنا خلال الخمسين عاما الماضية.
واذا كان الشباب يجهلون بدايات عهد هذه الأسرة، فإنهم لابد يعرفون الكثير عن اواخر عهدها. واما نحن فاننا على اطلاع منذ البداية وكنا شهودا على الكثير من القضايا، كنا في قم وشاهدنا ماذا فعل رضا خان بهؤلاء الناس حينما تسلم السلطة، وماذا فعل بنسائنا وماذا فعل بعلمائنا وماذا فعل بطلبتنا، تلك امور لو أراد أحد ان يدونها لجمع منها كتابا.
وعليه فان احدى بركات هذه الثورة توفير فرصة لقائنا، إذ كنا بعيدون عن بعضنا وقد فرقتنا ايدي الاجانب- رغم اننا زملاء، فنحن اطباء الروح وانتم اطباء الجسد وكلانا طبيب الانسان، وكان يفترض ان نتصل ببعضنا كالبدن الذي يضم الروح والجسد، فالروحانيون والاطباء بدن واحد ايضا احدهما لهذا الجانب والاخر للجانب الاخر ولكن مع الاسف حُرمنا من مثل هذه اللقاءات في الماضي. وهكذا وبفضل هذه الثورة بات بمقدورنا أن نلتقي بكم ونتحدث معكم.[1]
مواصلة الثورة
اتقدم لكم بالشكر ايها الشبان الغيارى، و «1» ... النساء، كما اشكركم يا جحافل إمام الزمان" سلام الله عليه". اسأل الله تبارك وتعالى ان يمنّ عليكم بالسعادة.
لقد كان للنساء في هذه الثورة نصيب كبير، وكان لاخواننا الشباب سهم كبير ايضا، وهم الذين حققوا النصر لهذه الثورة واخرجوا الاجانب، لكننا الآن مازلنا وسط الطريق ولا ينبغي ان نظن باننا قد انتصرنا تماما. ان تصور تحقق النصر الكامل يورث الضعف والحال اننا وسط الطريق. علينا جميعا ان نواصل التقدم بهذه الثورة، وانتم ايها الأخوة والاخوات واصلوا نهضتكم ولا تسمحوا لهذه الثورة ان ينتابها الضعف والفتور. انني اخشى اذا ما وقع اختلاف- لا سمح الله- بين ابناء الشعب ان تعود الأمور الى سابق عهدها، انني اخشى ان يعود الجلاد للتسلط علينا مرة اخرى، انني أخشى ان يعودوا لنهب ثرواتنا، أخشى ان لا يسمحوا لطاقاتنا البشرية بالتطور والنمو. [2]
حقوق الاقليات الدينية في الاسلام
على الجميع شيعة وسنة واقليات دينية، ان يخرجوا غدا ويدلوا باصواتهم لانقاذ بلدهم من ورطتها وتعاستها. ان الجميع شركاء في الحقوق، وسيحصلون على حقوقهم.
الاقليات الدينية يحظى باحترام خاص في الإسلام، لها حقوق خاصة، هذه الحقوق ستعود إليهم وهم احرار في ممارسة طقوسهم الدينية وفي اعطاء اصواتهم لمن يمثلونهم. الجميع احرار.
أما ما يبثه البعض بينكم من ان علماء الدين يريدون حجب حقوقكم عنكم، فأعلموا ان ما يفعلوه انما هو خيانة لشعبنا، فعلماء الدين في طليعة من يحترمون حقوقكم، علماء الدين تابعون للقرآن والإسلام، والقرآن والإسلام ينظران اليكم باحترام خاص ويعتبروكم أخوة، فكونوا معنا وكونوا مع شعبكم وكفوا عن التقاتل وكفوا عن التفرقة، كونوا مع قوى الأمن وقوى الشعب واجهزة الحكومة، وادعموا حكومتكم، فالحكومة حكومة اسلامية، والجيش جيش اسلامي، فلتكن لكم رفقة مع جيشكم، الجيش في خدمتكم، والحكومة في خدمتكم وانا في خدمتكم.
اسأل الله تعالى ان يمنّ عليكم جميعا بالسعادة من أي طبقة من هذا الشعب المجيد كنتم. وان يحرركم يا ابناء الشعب المجيد من نير التعسف والقهر.
علينا جميعا ان نحفظ هذه الثورة، ولو انكم اهملتم واجبكم في التصويت، فانني اخشى ان تعود الامور الى سابق عهدها. لو انكم اصغيتم الى اولئك الذين يبثون الفرقة والاختلاف فانني اخشى ان تعود الاوضاع السابقة بشكل آخر ونبتلى مرة اخرى بما كنا نخشاه.
عملاء امريكا باقنعة يسارية
ايها الاخوة! ايها الاعزاء! كفوا عن التفرقة، لا تصغوا للمنحرفين، فهؤلاء عملاء امريكا بأقنعة يسارية. انهم يريدون ان يعطوا ثرواتنا لامريكا، انهم يريدون اعادة الاوضاع السابقة بشكل آخر. ولو انهم كانوا يرون للشعب قيمة ما، لو انهم مخلصون لهذا الشعب، فلماذا يبثون الفرقة بين الناس في حين ان الشعب الآن نهض بأسره ويتطلع للادلاء برأيه لصالح الجمهورية الاسلامية التي ستصلح كافة الأمور؟.
في السابق كانوا يقولون ان الكبت والقمع حاكم على البلاد، واننا نعارض الاستبداد ونعمل من أجل الشعب، كانوا يقولون بأن البلاد فيها اجانب ونحن نعارض الاجانب ونعمل من أجل الشعب. ولكن لا يوجد الآن لا كبت ولا اجانب، انكم تواجهون شعبا يسعى بأسره لتحقيق أمر واحد فلتكونوا انتم معه، اذا كنتم حقا تريدون صالح الشعب فلتكونوا مع الشعب، واذا لم تكونوا معه فسيتبين انكم لا تريدون صالح الشعب وانكم تنشدون بث الفرقة لاعادة سلطة الاجانب علينا.
استيفاء حقوق الشعب في الحكومة الاسلامية
أما ما يبثه البعض بين الناس من ان الإسلام لا يعطي للنساء حقوقها وأن الأمور ستصبح كذا وكذا بعد الاستفتاء، فهؤلاء ايضا هم جزء من اولئك، هم عملاء للاجانب، عملاء الاجانب يحاولون الفصل بين ابناء شعبنا بأشكال مختلفة ولا يريدون لهذا الاستفتاء ان يتم ولعلهم يأملون ببقاء النظام الملكي أو بمجيئ نظام آخر.
على اية حال ان الإسلام يحفظ حقوق النساء مثلما يحفظ حقوق الرجال، بل لعل الإسلام أولى النساء عناية أكبر من الرجال، لقد حرص الاسلام على حقوق النساء اكثر من حرصه على حقوق الرجال، ان للنساء حق التصويت، وما يقول به الاسلام للنساء اكثر بكثير مما يقوله الغرب لهن، للنساء حق التصويت، حق الانتخاب، حق الترشيح كل ذلك موجود، لهن الحرية في اختيار العمل الذي يرغبن به، طبعا هناك محدوديات في الشرع لمصالح معينة، فعلى الرجال مثلا محدوديات معينة، أي ان الاسلام وفي المواطن التي تؤدي الى افساد الرجل فانه يمنعه من لعب القمار مثلا أو شرب الخمرة أو تعاطي الهيروئين لما في ذلك من مفاسد.
على الجميع محدوديات معينة شرعية وإلهية. وهذه المحدوديات هي من أجل صلاح المجتمع، فالاسلام لا يحدد الأمور النافعة للمجتمع.
انني أعدكم بان الجميع سيكونوا احراراً في ظل الحكومة الإسلامية وسيحصل الجميع على حقوقهم المشروعة. وان ما يثيره هؤلاء الآن وقبل بدء الاستفتاء الشعبي وما يعكفون عليه، كلها امور تصب لصالح الأجانب، فتعالوا لانقاذ بلادكم.
لنذهب جميعا في الغد الى مراكز الاقتراع. انا شخصيا سأذهب الى مركز الاقتراع وأدلي بصوتي. لننطلق جميعا الى الامام لاقامة بلد حر يعود لنا جميعاً. مستقل!.[3]
اقامة الجمهورية الاسلامية في طليعة الاولويات
... قضية اقامة الجمهورية الاسلامية ووضع دستور جديد وتشكيل مجلس الشورى، تعد من أهم الاولويات، وهذه الحكومة جاءت من أجل تحقيق هذه الامور.
ومن الطبيعي ان تأتي حكومة مستقرة ويتغير الوضع ان شاء الله، وأن تكون هذه الحكومة، حكومة اسلامية، تحول دون وقوع تلك الخيانات المتزايدة وذلك التبديد والهدر لأموال البلاد.
اننا نأمل ان تتحقق تلك الامور الاساسية بعد تثبيت حكومة العدل الإسلامي، ولا شك ان الأمر يحتاج الى وقت فالاوضاع مضطربة بحيث لا يمكن توقع الكثير من الحكومة، لا سيما ان اعمال الشغب انتشرت في مختلف انحاء البلاد والاقتصاد متدهور كما هو حال المجالات الاخرى، فلا يمكن توقع تجاوز المشاكل الموجودة حتى في قم على سبيل المثال. [4]
الحرية والاستقلال هدية الجمهورية الاسلامية
ذهبت اليوم الى محلة «1» قدم شهداؤها ارواحهم من اجل الاسلام والجمهورية الاسلامية، ولكي ادخل السرور على ارواحهم وعلى ابناء الشعب المسلم فقد اعطيت رأيي لصالح الجمهورية الاسلامية.
انني آمل ان يوفق الشعب المسلم ابناء ايران باسرها، من اعطاء رأيهم للجمهورية الاسلامية. فالجمهورية الاسلامية اهدتنا المصير الحر والسعادة والاستقلال.
ان اعداء الاسلام يخططون للاخلال بنتائج الاستفتاء، وعلى شعبنا ان يتصدى لذلك ويعطي صوته للجمهورية الاسلامية.
من المؤكد ان امامنا مراحل بعد هذه المرحلة وهي تشكيل المجلس التأسيسي، ثم التصويت على الدستور الجديد وبعد ذلك التصويت لاختيار نواب مجلس الشورى، التي تعتبر آخر مراحل الثورة لتحل بعدها مرحلة بناء ايران وتطبيق قانون الاسلام على جميع الفئات الاجتماعية. وهو ما تمنيناه وآمل ان نصل مبتغانا بدعم جميع ابناء الشعب.
قبل كل شيء ادعوا ابناء الشعب للادلاء باصواتهم اليوم وغدا لصالح الجمهورية الاسلامية. اريد من كافة ابناء الشعب ان يصوتوا اليوم وغدا لأن سعادتهم تكمن في ذلك. فليلقوا باصواتهم في صناديق الاقتراع، وليحرصوا على احباط محاولات الخونة في تحقيق اهدافهم.
حرية الرأي
اما اذا حصل شيء يوم غد ولم يتمكن ابناء الشعب باسرهم من الادلاء باصواتهم لكثرة المقترعين، فان الحكومة ستمدد الاستفتاء يوما اخر كي يتمكن الجميع من المشاركة في الاقتراع.
على كافة ابناء الشعب ان يذهبوا الى مراكز الاقتراع، وهم احرار في كتابة ما يشاؤون في بطاقة الاقتراع.
فاذا كان رأيهم" لا" فهم احرار في اختيار شكل الحكومة التي يريدون، ولكني اوصي ان يقترعوا لصالح الجمهورية الاسلامية، إذعاناً لأمر الله تعالى.[5]
انتخابات المجلس التأسيسي
عليكم أنتم أيها الشباب والرجال والنساء، ان تشاركوا ان شاء الله في الانتخابات المقبلة للمجلس التأسيسي الذي سيأخذ على عاتقه أقرار دستور الجمهورية الاسلامية. وكما ادليتم بآرائكم لصالح الجمهورية الاسلامية بعشق ومحبة، عليكم ان تشاركوا بعشق ومحبة ايضا لتعيين اصحاب فضيلة لهذا الامر في كل مدينة وكل أقليم، اختاروا الاشخاص الأمناء، المتدينين، واصحاب الفضيلة لعضوية المجلس التأسيسي كي يتمكنوا من اقرار دستور الجمهورية الاسلامية، والله معكم، اسأله ان يمنّ على كافة ابناء شعبنا بالخير والعافية وسنتمكن ان شاء الله من تطبيق برامج الإسلام.
لقد انجزنا الآن مرحلة الأسم فقط، ف-" الجمهورية الاسلامية" اسم فقط لم يتحقق معناه بعد، وعلينا ان نواصل المسيرة حتى يتم تطبيق مضمون" الجمهورية الاسلامية".
أدعوا الله ان يوفقنا لإحياء الإسلام واحكامه. اسأل الله ان يمنّ عليكم جميعا بالتوفيق والسعادة.[6]
تضحية الجماهير من اجل الاسلام
لابد لي من تقديم الشكر لكم أيها السادة، أيها الشباب الواعون، لقد تصديتم بثبات للاحداث التي شهدتها مدينة قم، بل ايران باسرها، وما خلفته من دمار. وبحمد الله استطعتم من هزيمة الاعداء.
لقد تم بجديتكم وبحمد الله اجراء الاستفتاء الشعبي على افضل وجه وبشكل لا مثيل له، فهذا الاستفتاء لا نظير له في العالم، ففي بلد يبلغ تعداد سكانه 35 مليون نسمة، شارك في الاستفتاء 20 مليون ناخب وهذا امر لا سابقة له. وفي كل الاستفتاءات التي اجريت في ايران سابقا قيل بان ستة ملايين شاركوا فيها وقد اوعزنا الى البعض وحققوا في الأمر فقالوا ان الفي نفر مثلا شاركوا في احداها وتعداد قليل آخر شارك في استفتاء آخر.
اما هذا الاستفتاء فقد كان استفتاءا اسلاميا وليس استفتاء سياسيا. فالناس تضحي بدمائها للإسلام وليس للسياسة، تعطي دمائها للسياسة الاسلامية.
وقد مضى الشعب في هذه الثورة الى الامام استنادا الى الاسلام، شعبنا يعشق الشهادة، وبهذا العشق للشهادة مضت الثورة الى الامام، ولولا وجود ذلك العشق وتلك المحبة لما تمكنا من الأنتصار على كل هذه القوى.
ان انتصارنا وليد توجهنا الاسلامي، وليد اهتمامكم بالدين. ان احبكم لهذا البلد هو الذي دفعكم للتوجه الى صناديق الأقتراع والادلاء باصواتكم، واولئك الذين لم يوفقوا للادلاء باصواتهم، كالفتية الذين لم يبلغوا السادسة عشرة من اعمارهم، ولم يوفقوا للمشاركة في الاستفتاء، كانوا ممتعضين مضطربين راغبين في الادلاء بآرائهم.
ان المشاركة في الاستفتاء كانت بنسبة مائة في المائة، يجب القول انها كانت مائة في المائة فمن بين العشرين مليون الذين شاركوا في الاستفتاء لم يكن سوى مائة واربعون ألفا وبضعة آلاف ممن ادلوا بآراء معارضة أو ممتنعة، وهذا يعني نجاحا مائة في المائة، وانني اعرب عن شكري لكم على ما بذلتموه من جهود في الحفاظ على صناديق الاقتراع من أجل الإسلام ومن أجل بلادكم. اسال الله ان يمنّ عليكم بالتوفيق والسعادة.[7]
[1] صحيفة الإمام، ج6، ص: 334 الي337
[2] صحيفة الإمام، ج6، ص: 344-343
[3] صحيفة الإمام، ج6، ص: 345 الي337
[4] صحيفة الإمام، ج6، ص: 356-355
[5] صحيفة الإمام، ج6، ص: 358-357
[6] صحيفة الإمام، ج6، ص: 374-373
[7] صحيفة الإمام، ج6، ص: 378