تُعتبرتبعية الدول والاشخاص للقُوى العُظمى في الشرق والغرب، من الاحداث المثيرة للجدل في فترة الحرب الباردة. لقد اوجد الامام الخميني(قدس سره)، فضاءً خاصاً لامثيل له، خلال ايام التبعية في عصر الحرب الباردة، وذلك عن طريق عرض شعار" لاشرقية- لاغربية- جمهورية اسلامية"، فكانت صرخة الاستقلال والحرية منطلقة من صميم الشعار المذكور. انّ الظروف التي تضمنتها الحرب الباردة وتأثيرها على الساحة الدولية، تُعتبر من اهم المنافذ التي نستطيع التوصل بواسطتها الى سلوك وتصميم الامام(قدس سره)، فيما يتعلق بذلك.
فالأمام، وبالنظر لأقامة علاقات صحيحة مع الدول الاسلامية، بهدف تحقيق الشعار المذكور، تفضل قائلاً:" فنهجنا هو نهج الاسلام ووحدة كلمة المسلمين، واتحاد الدول الاسلامية" (صحيفة الامام الخميني، ج1، ص 309). حيث كان هذا الحديث، مؤثّراً في المجال العالمي، الى حد اعتبره كثير من الخبراء، كعامل تغيير في النظام الدولي.
في هذا المضمار، صرح السيد محمد علي سبحاني، مستشار وزير الخارجية، خلال مقابلة صحفية له مع مراسل (جماران): انّ من اهم هواجسي، هو، ان يتعرف الجيل الثالث، على الامام، كماكان، خلال الظروف السائدة انذاك في ايران.. وما يتلائم وآمال الشباب والشعوب. ومع انّ، شخصية وتاريخ حياة الامام واضحة، بيّنة، وليس عسيراً على عامة الناس استيعابها، الاّ انه وبالنظر للتباين الحاصل(في تلك الفترة والوقت الراهن)، نحتاج الى زمن، لتعريف ذلك ونقله الى الجيل الثالث بصورة خاصة، ودراسة وتدقيق وتحرّي العوامل التي احاطت بها الشكوك والشبهات، للأجابة لما يُطرح اليوم من اسئلة. وكمثال نسُوقه، نقول، لو كان حضرة الامام حيّاً، الآن، فما كان نظره حول موضوع الصداقة مع الجيران؟.
قال السيد سبحاني، مُستطِرداً: فيما يتعلق بمسألة الصداقة مع الجيران ولاسيما الدول الاسلامية، تفضل الامام بالقول: "إننا نقول: لوعمل جميع المسلمين بأحكام الاسلام لعزّوا" (صحيفة الامام الخميني، ج1، ص 345) . فسماحته، حتى خلال فترة الحرب، كان يُشير وبتأكيد، على الدكتور ولايتي بأن يتعاطف مع الجيران... ولوكان سماحته، حياً في الوقت الراهن، لَأحَبَّ ان تكون لنا علاقات طيبة معهم. وبالطبع، حالياً، تسعى الحكومة لايجاد روابط جيدة مع الجيران.
وحسب ماقاله السيد سبحاني، وحول نظره فيما يخص الامام واعتقاده وسلوكه فيما يتعلق بالعلاقات مع دول العالم.. ذكر(سبحاني)، بأنّ الامام كان دبلوماسياً، ونستطيع ان نتوصل الى ذلك، خلال ماكان يُنَوِّه به سماحته الى وزراء الخارجية، رئيس الوزراء ورؤساء الجمهورية. وبالرغم من انّ سماحته (قدس سره)،كان يقول، بأنّه رجل دين وزعيم دين ويتحدث على انه كذلك، الاّ اني اعتقد انّ الامام، كان ثورياً دبلوماسياً، وكان في الوقت نفسه، يتحدث في اطار واضح المعالم وبدقة...لذا، فانه، كان مُلتزماً بالنسبة لرعاية مصالح البلاد... لذلك، فاني اعتقد انّ الامام(قدس سره) كان ثورياً دبلوماسياً.
واضاف (سبحاني) قائلاً في النهاية:
اعتقد ايضاً، انَّ الشعار المذكور، استطاع ان يلعب دوراً هاماً في اِبعاد ايران عن لُعبة الشرق والغرب، وايجاد فضاء مستقل في العالم آنذاك، وكذلك في تحوّل النظام الدولي.