اطول فترة نضال في الثورة الاسلامية، هي، فترة نفي الامام الخميني(قدس سره)
في تقرير لوكالة (افكار) الإخبارية، انّ اطول فترة نضال في الثورة الاسلامية، هي، فترة نفي الأمام الخميني(قدس سره)، التي بدأت في 13/8/1343هـ.ش. (4/11/1964 م) و امتدت الى 12/11/1357 هـ.ش. (1/2/1979 م)، حيث قضى حضرة الامام، 14 سنة من عمره الشريف في ثلاث دول: تركية، عراق، وفرنسة.. وكانت اطول ايام المنفى، تتعلق بالنضال في النجف الاشرف. لقد حدثت تغييرات مصيرية خلال الفترة المذكورة، في مجال الفكر السياسي والحكومي الشيعي.. وكان عرض بحث الحكومة الاسلامية كبديل للحكومة الملكية، اهم مكسب ايام النفي وهجرة الامام الخميني(قدس سره)، اضافة الى عرض سماحته كمرجع تقليد للشيعة، بشكل واسع داخلياً وعالمياً، في هذه الفترة التاريخية، بعد رحلة آية الله الحكيم.
اهداف النظام الملكي، لنفي الامام الخميني (قدس سره)، الى النجف الأشرف:
1- السعي لعزلة(لعزل) الأمام(قدس سره).
2- التخلّص من ضغط الرأي العام.
3- تحسّن العلاقات بين ايران و العراق، خلال تلك الفترة.
الترحيب بالأمام(قدس سره):
بالرغم مماكان يضمره نظام بهلوي عند دخول الأمام(قدس سره) الى النجف الاشرف، فانّ علماء الشيعة قاموا بزيارة واستتقبلوه بحفاوة. قال محمد تقي متقي، احد اصحاب الامام في النجف الاشرف:" في الليلة الاولى لأقامة الأمام، قام أية الله الخوئي، أية الله الشاهرودي وعدد آخر من العلماء، بلقائه، وفي الليلة الثامنة، ذهب أية الله الحكيم للقائه." لذلك، فانّ موأمرة نظام بهلوي، لعزل سماحته(قدس سره)، باءت بالفشل! وقد واصل الأمام نضاله، في النجف الاشرف، ضد النظام الملكي الظالم، على عكس ماكان يتوقعه الساواك (جهاز الأمن المخيف في نظام الشاه).
مسار الأمام (قدس سره) في النضال:
- اصدار النداءات الي ايران
- تعريف الاسلام الاصيل
- عدم الدفاع عن المجاميع الأنتهازية
- تنوير جيل الشباب
- التواصل المستمر مع ايران لغرض توعية المجتمع
- الحكومة الاسلامية
بالرغم مما كان يتوقعه نظام بهلوي، من انّ الأمام( قدس سره) اذا ماتمّ نفيه الى النجف الاشرف، سيعيش في عزلة! ولقطع ارتباطه بايران،فانه ينمحي من اذهان الناس! الاّ انّ الأمام(قدس سره)، كفقيه عالم بالزمان وسيرة وسُنن الأئمة المعصومين(ع)، اختار مسارات، بعضها مأخوذة من ائمة الشيعة(ع) خلال محاصرة حكام الجورلهم، لم يُفْشِل حظة النظام الملكي فقط، بل وحقن دماءً جديدة في عروق المسلمين المناضلين في ايران، بتأليفة كتاب(الحكومة الاسلامية) ممابعث على سرعة انطلاق الثورة الاسلامية اكثر فأكثر.
الأمام الخميني(قدس سره) في نوفل لوشاتو
حَوّل حضور الأمام(قدس سره) لفترة قليلة، نوفل لوشاتو، الى مركز تجمّع لكثير من القوى الثورية، وعرض حقيقة ثورة الشعب وايران في العالم.
انّ القيادة تشكل احد الأركان الثلاثة الرئيسية للثورات التقليدية. كذلك، كانت قيادة الامام الخميني(قدس سره)، عاملاً هاماً واساسياً في الثورة الاسلامية، حيث قام بهداية الثورة. وكانت الميّزات الخاصة خلال فترة النفي، من اهم ماتمتّع به سماحته(قدس سره) بقيادته.
انّ اللقاءات التي تمّت خلال فترة الأقامة في نوفل لوشاتو، اضافة الى الطلبة الجامعيين ومراسلي الصحافة، شملت، مجموعات سياسية وكبار مسؤولي بعض الدول مثل: امريكا، فرنسة وباكستان، وكان لذلك تأثير خاص على مسار الثورة.
لقاء كبار المسؤولين في الدول الاجنبية:
عندما كان الامام (قدس سره) في باريس، كان يلتقي بالأشخاص والمجاميع السياسية الأيرانية، اضافة الى لقائه بكبار المسؤولين في دول معينة، واهمهم بعض المسؤولين الكبار في امريكا، راسل كر، عضو مجلس النواب الأنجليزي، ريجارد كاتم، استاذ العلوم السياسية في جامعة بطروس برك، ورئيس الوزراء الفرنسي. كما انّ الامام، دخل في مفاوضات مع احد اعضاء مجلس الوزراء الباكستاني، زمن ضياء الحق. القاسم المشترك بين هؤلاء، جميعهم، هو عدم اطمئنانهم بانتصار الثورة الأسلامية، وعلى العكس من ذلك، فانّ حزم الامام وثباته على مواقفه وافكاره وسقوط نظام بهلوي.. كان السائد في تلك الاجواء الهامة. كانت المفاوضات مع كبار المسؤولين الامريكيين، احدى مقابلات الامام (قدس سره) الهامة في باريس. فعند عرض مسألة الاوضاع في ايران في مؤتمر(كوادلوب)، اعلنت امريكا «انه من الضروري، بسبب تدهور وحساسية الاوضاع في ايران، ان يرتبط ممثل رسمي لدولة امريكا مع ممثل للسيد الخميني، مباشرة»، اضافة الى ذلك، فقد ارسل رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك، جيسكار دستني، شخصين للقاء الامام وايصال نداء كارتر الى سماحته. كان نداء كارتر واضحاً، فيما يتعلق بنظر الحكومة الامريكية «اولاً، مغادرة الشاه لأيران، تتحقق كاملاً، ثانياً، الحكومة الامريكية مصمِّمة على ابقاء حكومة بختيار، على الاقل، في مرحلة انتقال القدرة، بعد خروج الشاه من ايران. وثالثاً، التلويح بخطر الانقلاب العسكري، كفَزّاعة، امام حركة الشعب».. اما الأمام (قدس سره) فقد صرح موضّحاً «اولاً، انّ امريكا ليست امام شخص واحد، بل امام الشعب كله!، ثانياً، حكومة بختيار، هي استمرار لنظام الشاه وسلطنة بهلوي، وثالثاً، الأنقلاب العسكري وقمع الشعب لاجدوى ولاتأثيرله! ».. وهكذا .. فقد كانت النتيجة وتتابع ايام الثورة، التي انتهت بانتصار باهر للشعب الايراني وسقوط احد الأنظمة الدكتاتورية القمعية في عصرنا، هو دليل على ماتنبأ واعتقد به الامام قبل الامريكيين، وما كان لذلك من أثربالغ في مسار الثورة، الى حد استطاع سماحته ان ينتزع ايران من مخالب نظام عميل.
النتيجة:
حضور الامام (قدس سره)القصير، في نوفل لوشاتو، حوّل المكان الى مركز تجمّع لكثير من المثقفين والطلبة الجامعيين، وطرح ايران وماهية ثورة الشعب في العالم. كانت الثورة، آنذاك، في اهم مرحلة من مراحلها.. حيث قام الامام (قدس سره) بهداية مسار الثورة، لاشرافه الكامل على الاحداث ولقائه بالأشخاص ، والمجموعات السياسية وكبار المسؤولين في الدول الاجنبية. وفي الوقت الذي اعلن فيه، عدم ارتباطه بحزب او جناح خاص، قام سماحته، بتبيان ما يختلف فيه من حيث افكاره معهم، موضّحاً بحزم، ازاحة الشاه وانتصار الثورة.. وذلك، خلال لقائه بكبار المسؤولين في الدول الأجنبية ومن بينها امريكا، ومفاوضاته معهم. انّ الامام (قدس سره) لم يلتفت لما كانت تريده امريكا، التي طالبت بالحفاظ على النظام الملكي وتنفيذ برامجها السلطوية، واعلن، بحزم، تشكيل مجلس الثورة والحكومة الاسلامية، وقاد الثورة، على احسن وجه.