ادى الرئيس روحاني عصر السبت، في مجلس الشورى الاسلامي اليمين الدستورية تحت قبة البرلمان لولايته الرئاسية الثانية وذلك بحضور ومشاركة مسؤولين كبار من أكثر من 100 بلد، من بينهم 8 رؤساء جمهورية و19 رئيس برلمان و9 من مساعدي رئيس جمهورية ورئيس برلمان و11 وزيراً للخارجية و35 مبعوثا خاصا وكذلك حشد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين الايرانيين.
وعقب كلمة رئيس مجلس الشورى الاسلامي إرتقى الرئيس روحاني المنصة الى جانب رئيس السلطة القضائية آية الله صادق آملي لاريجاني حيث أدى اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى الاسلامي بحضور النواب وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والوفود الاجنبية.
وتنص المادة الدستورية 121 على اداء رئيس الجمهورية اليمين الدستورية امام نواب الشعب ورئيس السلطة القضائية وكبار مسؤولي البلاد.
واقسم الرئيس الجديد امام القرآن والشعب الايراني بان يصون الدين الرسمي ونظام الجمهورية الاسلامية في ايران ويلتزم بدستور البلاد وان يستخدم كل طاقاته وصلاحياته لأداء مسؤولياته.
كما إلتزم رئيس الجمهورية بهذا القسم على ان يكون في خدمة الشعب ويعمل على رقي وازدهار البلاد وارساء اسس الدين والاخلاق ومساندة الحق والعدالة ونشر العدل وحماية الحريات وحرمة الاشخاص والحقوق التي صرح بها الدستور.
كما اقسم روحاني بان لا يدخر أي جهد لحراسة وحفظ حدود البلاد والاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي لايران.
وقال الرئيس الايراني حسن روحاني في كلمة له بعد أداء اليمين الدستورية: إن أي انتهاك من قبل الاطراف الأخرى للإتفاق النووي سيواجه رد الشعب والحكومة في ايران.
ورحّب حجة الإسلام والمسلمين الدكتور حسن روحاني في مراسم اليمين الدستورية بمجلس الشورى الاسلامي بحضور رؤساء السلطات الثلاث وأعضاء مجلس صيانة الدستور ونواب مجلس الشورى الاسلامي والوزراء ومساعدي رئيس الجمهورية وممثلي البلدان الخارجية، بقدوم جميع الضيوف الكرام وهنأ ذكرى مولد الامام ثامن الحجج علي بن موسى الرضا عليه السلام.
وتابع الرئيس روحاني:"اليوم الذكرى الـ111 لملحمة الثورة الدستورية في ايران كأولى الثورات الثورية في منطقة الشرق الأوسط التي انتصرت".
وأوضح الرئيس روحاني:"حصيلة هذا الحراﻙ هو سيادة القانون والسيادة الوطنية لشعبنا وحكومتنا آنذاك وفي الحقيقة، يعتبر هذا الحراﻙ، أولى الثورات الوطنية لشعوب القارة الآسيوية من أجل الحرية وهناﻙ تقلبات عديدة في هذه الفترة لتحديد صلاحيات الملوك الايرانيين ومع الأسف انحرف هذا الحراﻙ في نهاية المطاف".
وشدد الرئيس روحاني:"ضحّى الشعب الايراني تضحيات كثيرة من أجل إقامة مبادئ الحرية وسيادة القانون والسيادة الوطنية والمعتقدات وفي نهاية المطاف، انتصرت الثورة الاسلامية في ايران وحاليا مضى من عُمر هذه الثورة الاسلامية واحلال الجمهورية الاسلامية في وطننا حوالي 40 سنة".
وأشار الرئيس روحاني الى اختيار أعلى المناصب التفيذية في بلادنا بأصوات الشعب الايراني المباشرة وقال:"أعلن شعبنا الواعي المدرك بتسجيل ملحمة المشاركة في الانتخابات الرئاسية آرائه ووجهات نظره بصراحة ووضوح مرة أخرى".
وصرح الرئيس روحاني:"الأصوات الشعبية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ليست حدثا عابرا بل هي حصيلة الاستكمال الاجتماعي".
وأضاف الرئيس روحاني:"تريد هذه الحكومة ان تصبح حكومة معتدلة لاتخاف من سوء سلوك الآخرين ولا يركع أمامهم من جهة ولا تريد الحرب بأية ذريعة واحساس".
وتابع الرئيس روحاني:"نحن مصلحون في السياسة الوطنية والخارجية وحكومتنا حكومة مصلحة؛ نفضّل السلام على الحرب ونفضّل الإصلاح على الجمود والبطالة".
وأردف الرئيس روحاني قائلا:"نحن مستعدون دائما للدفاع عن شعبنا ونرى بأن الدفاع لا يتحقق إلا عبر السلام والاستقرار ونحن ندعم قواتنا المسلحة ولكن أكبر أسلحتنا تتمثل في أصوات شعبنا وان الشعب الذي عدد أصواته 41 مليون صون، لايتوصل الى طريق مسدود".
وأوضح الرئيس روحاني:"في بلادنا، لا توجد سيادة مزدوجة وان سلامنا يعتمد على السلاح وان سلاحنا يعتمد على سلامنا وان خطة العمل الشاملة المشتركة نموذجة من الوفاق الوطني في ايران. لاشك ان خطة العمل الشاملة المشتركة لم تصل الى أية نتيجة دون السند الشعبي القويم و أصوات جماهير الشعب ودعم وتوجيهات سماحة القائد الأعلى للثورة الاسلامية والتعاون والتنسيق بين مجلس الشورى الاسلامي والقوات المسلحة مع الحكومة المنتخبة".
وأكد الرئيس روحاني ان السيادة الشعبية- الدينية إحدى مكاسب الجمهورية الاسلامية الايرانية وانها حصلت على الإنجازات الأخرى قائلا:"هناﻙ إنجازات ومعطيات أخرى كاستقلال الوطن والأمن واقتدار القوات المسلحة وتنمية القدرات الدفاعية للبلاد والشعبية الواسعة لدى شعوب المنطقة التي تُعتبر حصيلة صمودنا في سياسة دعم المظلومين وإنفاق التكاليف في هذا السبيل".
وتابع الرئيس روحاني:"حصلت الحكومة الحادية عشرة على الانجازات والتطورات الملحوظة استمرارا لسلسلة معطيات الثورة الاسلامية الايرانية في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية ومنها إعادة الاستقرار الى الأسواق الوطنية والتنمية الاقتصادية وايجاد فرص العمل".
وأوضح الرئيس روحاني:"برنامج الحكومة المحوري يتمثل في شعار الانتخابات يعني الحرية والأمن والهدوء والتقدّم".
وشدد الرئيس روحاني:"ان الحكومة تستنجد كافة أركان النظام وكافة الشرائح الشعبية والكتل والأحزاب السياسية والاجتماعية للتعاون معها وتنفيذ هذا البرنامج الهام".
وواصل الرئيس روحاني:"مررنا سابقا بالمراحل الصعبة كموجة الاغتيال والحرب المفروضة والعقوبات والضغوط المستمرة للأعداء وان الوحدة هي سبب نجاحنا في كل هذه الأوساط والمراحل".
وأكد الرئيس روحاني:"التعامل البناء مع دول العالم والتنسيق المتعمق مع البلدان الجارة ودول المنطقة وتعزيز مستوى الشراكة مع الدول الصديقة ضرورة هامة التي تؤدي الى السلام والأمن الدولي".
وختم الرئيس روحاني كلمته بالقول: "لا يمكن اجتياز التهديدات والمخاطر والمستجدات المعقدة في العصر الراهن دون تعزيز الاتصالات والعلاقات والحوار بين الحكومات والشعوب".
اما رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني فقد اكد في كلمته بهذه المناسبة على ضرورة بلورة التوجّه التنموي في كافة المجالات للحكومة الجديدة سيما في السياسة الخارجية.
كما شدد على ان مجلس الشورى الاسلامي يدعم إهتمامات الحكومة في إزالة العقبات وتنمية الإستثمارات الداخلية والاجنبية في البلاد معربا عن أمله بنجاح الحكومة الجديدة في مواجهة التحديات.
واشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى انتصار الثورة الاسلامية الإيرانية عام 1979 ومشاركة الشعب الايراني في 36 جولة من انتخابات جرت في البلاد لافتا الى مشاركة الشعب الايراني في استفتاء عام 1979 واعلان 98 % من المصوّتين موافقتهم على قيام نظام الجمهورية الاسلامية.
كما اشار لاريجاني الى مؤامرات القوى العظمى ضد الشعب الايراني مبينا ان الشعب الايراني لم يستسلم ازاءها وواصل صموده حتى تحقيق انتصار الثورة الاسلامية والوصول الى اهدافه.
واكد ان مجلس الشورى الاسلامي في إطار اداء واجباته يقدم دعمه لإجراءات الحكومة في إطار قوانين البلاد.
واعتبر لاريجاني في جانب آخر من كلمته، ان اقامة الانتخابات المختلفة في البلاد هي دليل على عمق وتجذّر النظام الديمقراطي الديني لدى الشعب الايراني، منوهاً الى ان أمن واستقرار البلاد مدين لمثل هذا النظام ولنضال وتضحيات الشعب في مكافحة الارهاب والتطرف في المنطقة.
وفي كلمته خلال مراسم أداء اليمين اعتبر رئيس السلطة القضائية أن دورة سياسية جديدة في البلاد تنطلق مع أداء رئيس الجمهورية لليمين الدستورية، مشيرا الى أن نظام الجمهورية الإسلامية إستطاع الصمود رغم المؤامرات التي حيكت ضده.
وأضاف آملي لاريجاني: إن مشاركة أكثر من 40 مليون مواطن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أثبتت للعالم وللأعداء بأنه بعد مُضي 40 عاما، لا يزال الشعب الإيراني ثابتاً ومتمسكاً بشعاراته الثورية.
ونوّه آية الله آملي لاريجاني إلى أن الثورة الإسلامية والنظام الإسلامي استطاعا الصمود بكل عزة واقتدار رغم المؤامرات التي حيكت له عبر تواجد الشعب الدائم في الميدان.
وأضاف رئيس السلطة القضائية: أستطيع أن أقول بكل فخر أن الجمهورية الإسلامية استطاعت أن تحافظ على استقلالها وأن تكون مظهرا ناصعا للديمقراطية في العالم عبر التعاليم الدينية والحضارة التي يتمتع بها الشعب الايراني.
وأشار لاريجاني إلى أن الديمقراطية الدينية في النظام الإسلامي تستند إلى أصوات الشعب والقيم الدينية وقال: نظام الجمهورية الإسلامية خال من التناقضات التي يحتويها النظام الليبرالي.
بدوره صرح رئيس السلطة القضائية بالقول: إن إيران ستشهد إنطلاق دورة سياسية جديدة في البلاد مع أداء رئيس الجمهورية لليمين الدستورية، وبارك للرئيس روحاني دورته الرئاسية الجديدة متمنيًّا له النجاح والتوفيق.
وتجدر الإشارة إلى أن رؤساء السلطات الثلاث شاركوا في ختام كلمة الرئيس روحاني في مؤتمر صحفي أكدو خلاله على بذل مزيد من الجهود خلال الفترة المقبلة لحل مشاكل الشعب والعمل على رقي البلاد في شتى المجالات.
وغطى مراسم تأدية اليمين الدستورية للرئيس روحاني 360 صحفيا ايرانيا واجنبيا.
وكان قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي قد صادق يوم الخميس 3 اغسطس على حكم تنصيب الرئيس المنتخب حسن روحاني لولاية ثانية.