أكّد حفيد الإمام الخميني الراحل آية الله السيد حسن الخميني، ان الوفاق والتفاهم هو السبيل الوحيد لمعالجة مشاكل المجتمع مطالباً بإعتبار إجتماع الأحزاب أمراً مباركاً لأنّ مثل هذه الاجتماعات تكون خطوة الي الأمام لبلوغ الوفاق والتعاضد لتفعيل الطاقات المتاحة أمام الانسان.
وخلال كلمة له في الإجتماع التاسع والعشرين للجنة الدائمة للأحزاب الأسيوية بإستضافة حزب 'المؤتلفة الاسلامية' إعتبر حسن الخميني الحزب ضرورة من ضرورات عالمنا المعاصر، رغم أنّ وظائفه المتنوعة كان موضع اهتمام الثقافة الاسلامية منذ العصور القديمة .
وقال: لو كان يتم السير علي نهج الاسلام آنذاك لكان الولاة علي مرّ التاريخ يحكمون بخلفية شعبية دون أن يتعبروا أنفسهم بمنأي عن إشراف الشعب ومحاسبته لهم وهذا ما بدأنا اليوم نتطرق اليه عبر مسمي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأفاد سماحته بأن الدستور الايراني إستعارالمواثيق الاسلامية ومبادئ الدين و أقرّ علي مبدأ تواجد الأحزاب بإعتبارها حاجة لايستغني عنها المجتمع ما ساعد علي تأسيس عدة أحزاب ذات رؤي ونزعات متنوعة بعد انتصار الثورة في ايران الأمر الذي أضفي الأمل علي الساحة السياسية والشعبية كي تري هذه الأحزاب تقوم بدورها الناشط بتقدم و رقي.
وفي رؤية شمولية عالمية عبّرحسن الخميني عن إعتقاده بأنّ المجتمع البشري ككل يتطلب وجود تعاضد وتكاتف بين أبنائه فلا تتوقعوا حسم العقبات والمشاكل والتحديات التي يواجهها البشر إلّا بعد إنتهاجنا الوفاق والتفكير الجماعي وجلوس الأحزاب علي طاولة واحدة فهي التي تمثل شعوبها وتطلعاتها.
وأعرب حجة الاسلام حسن الخميني عن أسفه للآلام البشرية الجمة التي يعاني منها إنسان اليوم بسبب إبتعاده عن القضايا الدينية والروحية معتبراً الشعور بالوحدة إحدي أهم أوجاع البشر في زمننا المعاصر والذي تحول البعض منها الي أمراض نفسية مستعصية خاصة الفقر وإفرازاته والذي بات يعذّب إخواننا في باقي الدول ما أدي الي إنفصالهم حتي عن مواصلة التعليم والتثقف.
وفي هذا السياق رأي حسن الخميني إمكانية إقتلاع جذور الفقر علي الصعيد العالمي بفضل ما تمتلكه دول العالم من طاقات ومؤونة.
وتطرق سماحته إلي قضية الحروب التي بات بشر اليوم يعاني من إرهاصاتها من تشرد وإنتكاسات نفسية وهجرة وإنهيار للاسر وتحول الأطفال إلي ضحايا إضافة إلي المشاهد المروعة التي تبث يومياً جراء الحروب في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.
كما أعرب حفيد الإمام الخميني عن قلقه إزاء المشاكل التي يعاني منها البشر بشتي أطيافه وإزاء الفقر والفساد والحروب والصراعات المحلية والخرافات والتحجر التي جميعاً أدت إلي قيام جماعات بإبادات عرقية ضد شعوب أو قوميات مطالباً إجتماع الأحزاب بالتحاور والوفاق والتكاتف والتعاضد للتقليل من آلام وأوجاع البشر.