اعتبر قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، التفاوض تكتيك اميركا لاستكمال استراتيجية الضغط على الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وخلال استقباله حشدا من الاساتذة والباحثين في الجامعات والمراكز العلمية في البلاد اليوم الاربعاء، قال سماحته، ان طريق المواجهة هو ان يستخدم الطرف المقابل لهم اداة ضغطه لتقليل الضغط على نفسه ولكن لو خدع بدعوة التفاوض وتصور انه لا حاجة له لادوات الضغط سينزلق حينها ويتدهور وذلك يعني الخسارة الحقيقية.
واشار قائد الثورة الى قدرات البلاد النووية والعلمية واضاف، ان قدراتنا نووية وعلمية ولا نسعى وراء السلاح النووي، ليس بسبب الحظر واميركا بل من منطلق مبادئنا اذ نعتبره حراما من الناحية الفقهية والشرعية.
وقال، ان البعض كانوا يقولون فلننتج السلاح النووي ولكن لا نستخدمه؛ وهذا القول خاطئ ايضا لاننا في حينه سننتجه بثمن باهظ ولا نستخدمه والطرف الاخر يعلم ايضا باننا لن نستخدمه وهو ما يجعله بلا تاثير بالنسبة لنا.
واكد بان قرار المجلس الاعلى للامن القومي يجري تنفيذه في الوقت الحاضر ومن ثم سيتم اتخاذ ما يقتضي الحال وقال، ان التوقف في هذا الحد لا معنى له ولكن هذا القرار يكفي في الوقت الحاضر ولو اقتضى الحال سنستخدم من ثم ادوات لاحقة.
واكد قائد الثورة ضرورة يقظة ايران ازاء خداع اميركا للمضي بـ "تكتيك التفاوض في ظل استراتيجية الضغط".
واشار الى الضجيج المثار من قبل الاعلام الاجنبي حول مسالة التفاوض وقال، اننا لا نتفاوض حول اي قضية كانت و"القضايا الاساسية للثورة" مثل قدرات البلاد الدفاعية لا يمكنها ان تكون محل تفاوض.
واعتبر التفاوض بانه يعني المساومة والتنازل في بعض الحالات واضاف، ان قضايا كالقضايا الدفاعية لا يمكنها ان تكون قابلة للتفاوض، اذ ان التفاوض في مثل هذه القضايا بحاجة الى كلمتين، فالطرف الاخر يقول نحن نريد هذه الامور ونحن نقول له ايضا "لا".
واكد قائد الثورة الاسلامية بان ايران لن تتفاوض مع اميركا اطلاقا واضاف، انه مثلما قيل سابقا فان عدم التفاوض مع اميركا يعود الى امرين، اولا؛ لا جدوى من ورائه، وثانيا؛ يكون مضرا.
واشار سماحته الى سلوك الاميركيين للوصول الى اهدافهم البلطجية تجاه الحكومات والدول الاخرى واضاف، ان للاميركيين عادة "استراتيجية" و"تكتيك" للوصول الى اهدافهم، فاستراتيجيتهم هي "الضغط" بهدف ارهاق الطرف الاخر ومن ثم يستخدمون "التفاوض" كمكمل للضغط للوصول الى اهدافهم.
واوضح قائد الثورة، ان هذا التفاوض لا يعد تفاوضا في الحقيقة بل وسيلة للحصول على ثمار الضغوط وان الجلوس خلف طاولة المفاوضات مع الاميركيين يعني التنازل عن تلك الحالات التي لم تتوفر ارضية تحقيقها لهم عبر الضغط.
واكد بان الطريق الوحيد لمواجهة هذه الخدعة هو استخدام ادوات الضغط لدينا امام الاميركيين واضاف، ان لو تم استخدام ادوات الضغط بصورة صحيحة فان ضغط الاميركيين اما ان يتوقف واما ان يقل ولكن لو جرى الانخداع بـ "الدعوة للتفاوض" التي يطلقها الاميركيون ولم تتم الاستفادة من ادوات الضغط المتوفرة لدينا فان النتيجة ستكون الانزلاق والخسارة المؤكدة.
واكد آية الله الخامنئي بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك ادوات الضغط اللازمة امام ضغوط اميركا واضاف، ان هذه الادوات ليست عسكرية خلافا لما يروجون له وبطبيعة الحال فان تلك الادوات (العسكرية) موجودة ايضا لو اقتضى الامر.
واعتبر احدى ادوات الضغط لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية هو البيان الاخير الصادر عن المجلس الاعلى للامن القومي الايراني لخفض بعض تعهدات ايران النووية واضاف، ان القرار الاخير للمجلس الاعلى للامن القومي كان قرارا صائبا لانه في حال عدم استخدام اداة الضغط في الوقت المناسب فان الطرف الاخر يستمر في الامور كما هي لانه يعلم بانه لا يواجه ضررا او ثمنا يدفعه ولكن لو تم استخدام اداة الضغط (ضده) فانه يفكر للقيام بعمل ما (لتلبية مطالبنا).
وصرح بان قدرات البلاد العلمية والتكنولوجية في المجال النووي تعد من ادوات الضغط المؤثرة الاخرى واضاف، اننا ورغم قدراتنا العلمية العالية في المجال النووي لا نسعى وراء السلاح النووي اطلاقا لاننا نعتبر اسلحة الدمار الشامل سواء النووية او الكيميائية حراما وفق الاسس الفقهية والدينية والشرعية.
واضاف آية الله الخامنئي، اننا نعتبر ايضا انتاج اسلحة الدمار الشامل بهدف تخزينها عملا غير منطقي وغير عقلاني لانها تحمّل البلاد اثمانا باهظة من دون استخدامها.
وتابع قائلا، انه بناء على ذلك فاننا نعارض انتاج اسلحة الدمار الشامل لكننا بحاجة الى التخصيب النووي لانه حاجة البلاد المستقبلية وان لم نرفع قدراتنا اليوم في هذا المجال فعلينا ان نبدا من الصفر بعد 10 اعوام.
واعتبر قائد الثورة ادوات الضغط لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية بانها ادوات لايقاف الطرف الاخر عند حده وقال، لحسن الحظ ان جميع مسؤولي البلاد سواء التنفيذيين او الدبلوماسيين او السياسيين متفقون في الراي على مسالة عدم التفاوض مع اميركا وان التفاوض مع الاميركيين لا يُنصح به اطلاقا.
واوضح آية الله الخامنئي بان الحكومة الاميركية السابقة لم يكن سولكها مختلفا عن الحكومة الحالية بصورة جوهرية، وبطبيعة الحال كان ظاهرها مختلفا الا ان باطنهما واحد.
واكد بان الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف لن تنخدع باحبولة الاميركيين في مجال التفاوض ابدا واضاف، ان اداة الضغط المستخدمة لدينا الان هي القرار الاخير للمجلس الاعلى للامن القومي لكننا سوف لن نقف عند هذا الحد ولو اقتضى الامر في المرحلة اللاحقة سنستخدم ادوات ضغط اخرى.
*يوم القدس العالمي و"صفقة القرن"
وحول يوم القدس العالمي و"صفقة القرن" قال، ان يوم القدس لهذا العام اهم من كل عام ذلك لان اميركا وبعض اذنابها يسعون من وراء "صفقة القرن" لفرض النيسان على القضية الفلسطينية في العالم الا انهم سيفشلون بطبيعة الحال.
واكد سماحته اهمية يوم القدس العالمي في العام الجاري مقارنة مع الاعوام الماضية واضاف، ان السبب في هذه الاهمية المضاعفة هو الاجراءات الخيانية لاميركا واذنابها في المنطقة لتمرير "صفقة القرن".
واعتبر ظروف القضية الفلسطينية اليوم المختلفة عن الماضي بانها السبب في ادبيات ولهجة اميركا واذنابها الصريح لشطب القضية الفلسطينية واضاف، انه بناء عليه فان مسيرات يوم القدس التي تعد دفاعا عن القدس بواسطة الحضور الجماهيري هي اكثر اهمية في العام الجاري.
واكد قائد الثورة بان الدفاع عن فلسطين ليست قضية اسلامية فقط بل هي قضية انسانية وقضية ضمير وهي للمسلمين شرعية ودينية ايضا بالطبع.
*التقدم العلمي في البلاد
وفي جانب اخر من حديثه اشار سماحته الى المكانة البارزة والممتازة للاساتذة والعلماء والخبراء والمختصين في البلاد وقال، ان الحركة العلمية وانجازات الجامعات خلال العقود الاخيرة كانت بارزة ولافتة بالمعنى الحقيقي للكلمة الا ان هنالك تيارا خارجي المصدر وداخلي الامتداد يسعى للايحاء بضآلة او عدم قيمة الحركة العلمية في البلاد وتيئيس الشعب والشباب عبر وصف الحركة العلمية والانجازات المتحققة بانها قليلة الاهمية.
واكد بان هذا التيار يعمل بصورة ممنهجة واضاف، ان احد نماذج هذا التيار هو "مشروع 2040 لجامعة ستانفورد لايران" الذي هدفه التشكيك بالتقدم العملي والجامعي في البلاد وللاسف ان هنالك البعض في الداخل يتناغمون في اصواتهم معهم في حركة مركبة من الخبث والخيانة.
واعتبر التقدم العلمي في البلاد بانه امر يقلق قوى الاستعمار والهيمنة وقال، ان تسارع التقدم العلمي في البلاد لا ندعي به نحن بل ان مراكز تقييم العلم في العالم اعلنت بان التقدم العلمي في ايران يبلغ 13 ضعف المعدل العالمي وفي بعض العلوم تحظى ايران بمراكز متفوقة عالميا.