هناك الكثير من الرجال الابطال الذين يرسمون ملامح المستقبل لشعوبهم، ولكن القليل يصل الى مرحلة القيادة والخلود؛ قاسم سليماني كان من بين هؤلاء القلائل الذين بنوا مدرسة المقاومة والصمود والبطولة ورسموا معالم الإرادة والايمان في وجه الطغاة.
فمنذ إنتصار الثورة الاسلامية وضع الشهيد سليماني نفسه وعقله وكل ما يملك في خدمة تحرير الانسان ونبذ التبعية وصنع الانتصار تلو الآخر وفي تغيير المعادلات الظالمة التي كانت تحكم المسيرة الانسانية برمتّها.
فلم يكن ملكا لايران او المنطقة فقط بل كان نموذجا حياً للأحرار؛ فأعطى للرجولة والعنفوان سمة جديدة ومارس العطاء والفداء بإخلاص قل نظيره؛ لذا يبقى هذا الانسان في سجل الاحرار وعلى مر التأريخ نموذجاً حياً لمن يريد ان يكون خليفة في الارض ومحباً للضعفاء ونصيراً وأميناً للمظلومين.
ولا يمكن للحقد الصهيوني أو الاجرام الامريكي ان يقلل من موقع هذا البطل الذي كشف في إستشهاده عن وجه جناة العصر كما هزم إرهابهم في عقر دارهم وحوّل احلامهم الى كوابيس.
فاليوم وبعد ما غاب القائد سليماني جسداً بقيت إنجازاته شامخة في كل بيت وكل بلد وضع فيه قدماه يوماً لضرب المعتدين؛ فمثل هذا الرجل المؤمن المخلص في سبيل الله لا يستحق الا ان يستشهد على أيدى أشقى الأشقياء؛ فالامريكيون الجبناء والصهاينة المتغطرسون سوف لا يعرفون للنوم طعماً بعد اليوم؛ لان هناك العشرات بل المئات من أبناء وتلامذة قاسم سليماني يتربصون الدوائر بكل الطغاة المحتلين في أرض الاسلام والملطخة أيديهم بدماء الابرياء من العراق الى لبنان وسوريا واليمن وكل ارض دخلوها من أجل نهب الثروات وهتك كرامات شعوبها .
فلجوء الامريكي الى اغتيال أحمق بقتل القادة قاسم سليماني ورفقائه ابومهدي المهندس وثلة من الرجال الأوفياء يعتبر إنتحاراً سياسياً لأنه كان انتهاكاً للسيادة العراقية وارهاباً بكل ما في الكلمة من معنى، لكن محور المقاومة التي كان القائد سليماني بانيها اليوم أقوى من ان تضعف وأكبر من ان تضرب فالرد آت كما قال سماحة القائد آجلاً ام عاجلاً وستكون أكبر مما يتصوره المجرمون والبادي أظلم.
مصيب نعيمي