إنطلقت مسيرات مليونية احتفاء بالذكرى السنوية الـ 41 لانتصار الثورة الاسلامية المجيدة في 11 شباط /فبراير عام 1979 في كافة المحافظات والمدن الايرانية.
ورغم برودة الطقس والثلوج التي هطلت في الكثير من مناطق البلاد فقد نزل المواطنون الى الشوارع بهذه المناسبة حيث سجلوا صفحة ذهبية أخرى الى السجل اللامع في حراسة الثورة الاسلامية.
وشارك الكثير من المسؤولين والوزراء والمدراء الى جانب أبناء الشعب المسيرات الجماهيرية المليونية.
وفي طهران اتجهت المسيرات من مختلف مناطق المدينة الى ساحة "آزادي" (الحرية) غرب طهران وتجمع المشاركون هناك حيث ألقى الرئيس حسن روحاني كلمة في الحشود الجماهيرية.
وفي كلمته أكد الرئيس روحاني، بأن القائد الشهيد قاسم سليماني كان يسعى من اجل استقرار المنطقة عكس ما تدعيه اميركا والكيان الصهيوني، وقال: لقد كان الشهيد سليماني قائد ساحة الحرب وكان دبلوماسيا بارزا في المفاوضات ايضا، ولقد استشهد حينما كان متجها لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي. انه لم يكن متجها الى ساحة حرب بل الى ساحة دبلوماسية.
وأضاف: إن اميركا والكيان الصهيوني يكذبان بالقول ان الشهيد سليماني كان يسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة بل كان يسعى من أجل إرساء الاستقرار فيها. لقد قدم الشهيد سليماني الدعم لشعوب العراق وسوريا ولبنان وارساء الأمن والاستقرار فيها. كان الشهيد سليماني رجل الحرب والسلام، رجل الحرب المؤدية الى السلام الذي يكون راسخا بحيث لا ينتهي الى الحرب، وان قدراتنا هي التي تحفظ السلام.
وأشار الى تصريحات القادة العسكريين خلال آخر اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي الايراني بأن قدرات البلاد العسكرية اليوم أقوى بكثير من العام الماضي، لافتا الى ان ايران تلبي اليوم حاجاتها العسكرية في مختلف مجالات الصواريخ والطائرات والسفن الحربية والغواصات والصواريخ المضادة للدروع وصواريخ الدفاع الجوي.
وأكد الرئيس روحاني ضرورة تضافر الجهود والوحدة والتلاحم وعدم الشتت بسبب التناحرات الحزبية أو الفئوية، وأضاف: لا ينبغي ان نسمح للبعض بأن يقول هذا الجناح أو ذلك الجناح، بل ان استراتيجيتنا هي ان نكون معا جميعا وان ندافع معا عن البلاد وان نقف معا أمام اميركا وندافع عن حقوق الشعب الايراني، فهذه الثورة متعلقة بالجميع وليست مختصة بفئة أو شخص معين.
وأكد بأن إجراءات البيت الابيض تضر الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم الاسلامي والعالم وحتى الشعب الاميركي.
وقال رئيس الجمهورية: إن اميركا ورغم كل القوانين الدولية إرتكبت أكبر جريمة باغتيالها في البلد الجار لنا قائدنا (سليماني) الذي كان ضيفا على العراق، ومنحت اراض تعود لفلسطين وسوريا الى الكيان االصهيوني رغم كل القرارات الدولية.
وقال: إن شعبنا يعي باننا قادرون على تجاوز الضغوط مثلما رأوا خلال الأشهر الأخيرة بأن جميع مؤشراتنا الاقتصادية صحيحة وايجابية وذلك يعني اننا قادرون على الانتصار أمام ضغوط اميركا والوقوف أمام كل إجراءاتها المؤذية.
وأشار الرئيس روحاني الى ان اميركا تفرض أقصى الضغوط على الشعب الايراني وتستهدف منذ عامين صادرات وواردات وحاجات البلاد كي ينفذ صبر الشعب وقال، الا ان الاميركيين مخطئون في حساباتهم اذ انهم لم يدركوا مكانة وعظمة الشعب الايراني، اذ ان اميركا تتصور بانها تواجه حضارة عمرها 41 عاما، كلا انها تواجه حضارة ايران الممتدة آلاف الاعوام.
واضاف، بطبيعة الحال فان الثورة الاسلامية قامت خلال الاعوام الـ 41 الماضية بالكثير من الاجراءات المهمة في مسار إثراء الحضارة الاسلامية والايرانية، وان خطأ اميركا انها تواجه الشعب الايراني بملايينه الـ 83.
* انتاج 110 ملايين لتر من البنزين يوميا
ونوه الى ان الشعب الايراني تحمل ظروفا صعبة جدا خلال الأعوام الأخيرة بسبب الحظر الا ان الحكومة والشعب تمكنا خلال الأشهر الأخيرة من التغلب على العديد من المشاكل والصعوبات وتم تحقيق الكثير من الانجازات في مختلف الحقول ومنها الزراعية والصناعية والهندسية، لافتا الى ان إنتاج البنزين يبلغ اليوم 110 ملايين لتر يوميا أي انه بلغ الضعف خلال الاعوام الستة الاخيرة وهو رقم لا يغطي حاجة البلاد فقط بل يتم تصدير الفائض منه ايضا.
وأوضح بأن إنتاج ايران اليومي من الغاز سيبلغ حتى نهاية العام الجاري (العام الايراني ينتهي في 20 اذار/مارس) مليار متر مكعب.
كما لفت الى ان عمليات التنقيب عن النفط أثمرت عن إكتشاف احتياطيات نفطية تقدر بـ 53 مليار برميل في محافظتي خوزستان (جنوب غرب) وايلام (غرب).
ونوه كذلك الى ان 97 بالمائة من حاجة البلاد من الادوية تنتج محليا.
وأشار الى ان عدد العاملين في البلاد إرتفع خلال الأعوام الستة الاخيرة من 20 مليونا و600 الف الى 24 مليونا و400 الف أي تحقيق زيادة قدرها 3 ملايين و800 الف.
وأوضح بأن البنك المركزي خصص خلال الاشهر العشرة الاخيرة 14 مليار دولار للسلع الاساسية و20 مليار دولار للسلع الأخرى، وأضاف: إن التبادل التجاري للبلاد بلغ خلال هذه الفترة 72 مليار دولار.
* الانتخابات البرلمانية
وأكد الرئيس روحاني في ختام كلمته أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستجري يوم 21 شباط الجاري وقال مخاطبا الاعداء: اننا لن نستسلم أمامكم وسنرغمكم يوما على الاستسلام أمام الشعب الايراني والرضوخ أمامه ولا شك ان الانتصار سيكون حليفنا.
وصادفت أمس أيضاً أربعينية القائد الشهيد قاسم سليماني حيث الجماهير ذكرى استشهاد هذا القائد العظيم الذي اغتيل غدرا من قبل الاميركيين فجر الجمعة 3 كانون الثاني /يناير الماضي في محيط مطار بغداد بمعية نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابومهدي المهندس وعدد من رفاقهما.
وقد غطى أكثر من 6 آلاف مصور ومراسل لوسائل الاعلام المحلية والاجنبية، وقائع الاحتفالات بالذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية، 300 منهم أجنبي.
كما وأقامت منظمة الصناعات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة، معرضا بطهران في طريق مسيرات الاحتفاء بذكرى إنتصار الثورة الاسلامية، عرضت فيه قسما من الانجازات والاسلحة المحلية الصنع.
ومن بين المعدات التي تم عرضها، قنابل "قائم" الذكية والموجهة، قنابل "ياسين" و"بالابان" الموجّهة، وقذائف "فجر - 5".
كما عرضت نعوش رمزية للجنود الارهابيين الاميركيين في طهران أثناء المسيرات.
هذا وأكد البيان الختامي للمسيرات: إن يوم 11 فبراير /شباط هو بداية انتصار الشعب الإيراني على المستكبرين وناهبي الثروات، وهو بداية حكم الله على العالم، ورفع راية العدالة الاسلامية وصحوة المستضعفين.
وقال: إن يوم 11 فبراير /شباط هو اليوم الموعود لطالبي العزة والمجاهدين من أجل عقد الاخوة حول الأهداف والمبادئ السامية للثورة الاسلامية، وعزيمة الشعب لصون هذه التطلعات.
وأكد البيان الختامي؛ ان المسيرات الحاشدة في يوم الله 11 فبراير/شباط، هي واحدة من أفضل مظاهر القدرة الإلهية الازلية، وتجسيدًا لعظمة الشعب والاقتدار الوطني، واجتماع أمثال الحاج الشهيد قاسم سليماني في إيران لمواصلة طريق العزة الذي خطه قائد القلوب (سليماني) ورافع راية المقاومة في المنطقة.
وأكد المشاركون في المسيرات المليونية، تجديد البيعة مع الأهداف النبيلة لمفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (قدس الله نفسه الزكية) وقائد الأمة الاسلامية سماحة آية الله العظمى الامام الخامنئي، وشددوا على ان الإيمان والثورية والمقاومة والالتزام بمبدأ ولاية الفقيه والتمسك بالوحدة والوفاق الوطني وإطاعة أوامر قائد الثورة الاسلامية (المبجل) والتنفيذ العملي لمضامين الخطوة الثانية للثورة الاسلامية سيؤدي الى تكامل طريق الثورة الاسلامية المجيدة وعزة وكرامة ايران.
وطالب البيان الختامي بالإنتقام وبشكل قاس من مرتكبي جريمة إغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني والمجاهد الكبير ابو مهدي المهندس ورفاقهما من الشيطان الاكبر اميركا الارهابية، وأعلنوا إستعدادهم التام لأي شكل من أشكال المقاومة والتضحية في هذا الطريق الالهي، ووجهوا تحذيرا حازما الى المجرمين الاميركيين والصهاينة بانهم لن يدخروا جهدا من أجل طرد قوات الاحتلال الاميركي من منطقة غرب آسيا وزوال الكيان الصهيوني المزيف القاتل للاطفال.
واعتبر البيان الختامي: ان الانتهاكات المتكررة لاميركا وانسحابها الاحادي الجانب من المعاهدات الدولية ومن بينها الإتفاق النووي، دليل دامغ ومنطقي على انعدام الثقة المطلقة باميركا الناهبة للعالم وحلفائها الاوروبيين، وان العمل الدنيء الذي قام به الرئيس الاميركي في عملية الاغتيال الجبانة لقادة جبهة المقاومة، أثبت إرهاب الدولة الذي تقوم به الادارة الحاكمة في اميركا أم الفساد.
وأدان المشاركون في مسيرات إحياء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية أي دعوة مذلة للتفاوض مع اميركا المستكبرة عدوة البشرية وقاتلة الشهيد الحاج قاسم سليماني، كما استنكروا عقد الآمال على الجانب الاوروبي.
وندد البيان الختامي بالمؤامرة الاميركية الصهيونية الخبيثة المسماة بـ "صفقة القرن" المخزية، وأكد انها ستلقى بمزبلة التاريخ من خلال التوفيق الالهي ومقاومة المسلمين واحرار العالم، وأكد على إستمرار الدعم الشامل لجبهة المقاومة الاسلامية وخاصة الشعب الفلسطيني المضطهد والشجاع وقضية القدس حتى زوال الكيان الصهيوني اللقيط والقاتل للاطفال.
واعتبر البيان الختامي إقامة الانتخابات الحماسية لمجلس الشورى الاسلامي، تجسيدا لاقتدار الجمهورية الاسلامية وتعزيز للأمن القومي، حاثا جميع المواطنين على المشاركة القصوى في هذه الانتخابات، وانتخاب نواب يتميزون بالالتزام الديني والروح الثورية والالتزام بمبدأ ولاية الفقيه والفكر التعبوي والجهادي، ومكافحة الفساد.