توفي قبل مدة احد الموالين المخلصين، لسماحة الامام الخميني (قدس سره) ... محب وموال للثورة الاسلامية وقائدها، من القارة السوداء. كان في مقتبل شبابه، وقبل سنوات من انتصار الثورة الاسلامية، يدرس مع عدد من الافارقة في قم، دار التبليغ الاسلامي، حيث اقترن حضورهم، انذاك، كرجال دين شباب ذوي بشرة سوداء، بمصاعب جمة، ولطالما اصبحوا، مشارا اليهم بالبنان، في معرض هزل من قبل الاطفال في ذلك المحيط، حينئذ ! ... وهذا يتطلب صمودا وصبرا لمواجهة ما يحيط بهم من عوامل مؤذية ! حيث كان الشيخ تيجان مثالا لذلك، منذ دخوله قم سنة 1353 ه. ش. (1974م). ... فهو الذي ذاق مرارة الامبريالية والاستبداد، ولمس وشاهد سياطهما عن كثب، التحق بركب الثورة الاسلامية عند انبثاقها، واصبح من الموالين للامام الخميني (قدس سره) ... وعند انتصار الثورة، غادر قم بلباس رجل دين، الى بلاده سيراليون، وقام بالدعاية واشاعة مكاسب الثورة، ونظريات الامام، مما ادى الى ان ينخرط كثير من ابناء تلك البقاع، في صفوف محبي ايران ونظامها الفتي ... وبمساعيه الحميدة الحثيثة، تم افتتاح سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية، والملحقية الثقافية، لاول مرة، في مدينة فريتاون ... وبعدها، بذل جهوده، التي، تكللت بالنجاح، لتاسيس الحوزة العلمية ومشفى ايران في سيراليون. لقد دافع عن الثورة والامام وقائد الثورة، بشجاعة منقطعة النظير، خلال المؤتمرات والندوات العالمية، التي كان يحضرها، اضافة الى انه كمدير لاذاعة FN95.7 فريتاون، سعى ولمدة احدى عشرة ساعة يوميا، لبث برامج ثقافية تتضمن : تعليم القران، الفقه, العقائد والخطب في مناسبات شتى. تقلد عضوية المجمع العالمي لتقريب المذاهب الاسلامية، والمجمع العالمي لاهل البيت (ع)، الذي تولى تمثيله في سيراليون. كان من كبار علماء الشيعة، وامام المسجد المركزي في فريتاون (اكبر مساجد سيراليون). ومما تمتع به اجادته للغات : الفارسية، العربية والانجليزية، اضافة الى اللغات المحلية ک : كريول وفولا، وهو القائل : " السني الواقعي، اخو الشيعي الواقعي ". كان يدعو اهل السنة والجماعة، دائما، الى الاتحاد مع اخوتهم الشيعة، والتاخي فيما بينهم، كما تكاتف الاوس والخزرج بفضل رسول الله (ص). اما موقفه من زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا، الشيخ ابراهيم زكزاكي ... فقد دافع عنه واستنكر ما تقوم به الحكومة هناك، من مضايقات، ارهاب، تعذيب وسجن، بالنسبة لزكزاكي واتباعه، داعيا العالم الى الوقوف بوجه ذلك. وكما تكلل موقفه من اشقائه السنة بالحب والاخوة، كان ذا نفوذ وولاء في اوساط المسيحيين في بلاده، ايضا. وحظي بنفوذ، كذلك, في الحكومة وتقلد لمدة، اعلى منصب ديني وهو (شيخ الشيوخ) . كان من مؤسسي مجلس الاديان في سيراليون، الذي يضم المسلمين والمسيحيين، والزعيم الروحي لمجلس سيراليون المتحد، وقد انتخب عام 2000، سفير سلام من قبل الامم المتحدة. تغمده الله تعالى برحمته الواسعة. لقد عاش والتحق بربه الاعلى، محبا ومواليا للثورة الاسلامية الايرانية، وقائدها الفذ الامام الخميني (قدس سره).
_______
- عباس خامه يار، موقع جماران الاخباري.
- القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره)، بتصرف.