في كلمة لحجة الإسلام والمسلمين السيد حسن الخميني، خلال اجتماع في جامعة الإمام الخميني (قده) في كراجي، تحت عنوان [ رابطة نهضة عاشوراء والثورة الإسلامية الإيرانية ]، قال : للتعرف على ذلك علينا الاقتراب اكثر من واقعة عاشوراء، وان ندرك هدف ثورة الإمام الحسين (ع). لقد جاء سيد الشهداء (ع) حول ذلك، بتعابير عميقة، رغم ان العلماء على اختلاف مشاربهم، لهم نظرات شتى في هذا المجال، لكنهم متفقون على ان اوضاع المجتمع ،آنذاك، لم يكن بالاستطاعة تحملها من قبل الإمام الحسين (ع). فقد نظر البعض إلى أن الهدف هو نزع السلطة من بني امية، وأشار الآخرون إلى أنه (ع) لم يرض لنفسه الذلة. وبعض نسب ذلك إلى رغبة الإمام (ع) بالعودة إلى سيرة جده النبي (ص)، وبعض آخر رأى في الثورة، انه (ع) فدى نفسه ليتمتع الناس بحياة افضل !. أما العامل الهام والمجمع عليه، هو، انه (ع) لم يكن يطيق حالة المجتمع بالشكل الذي كان عليه يومئذ. ومشيرا إلى الحاكم قال : المجتمع الذي ترأسه حاكم مثل يزيد، لم يكن صالحا، فلا وجود لبيعة لشخصية مثل سيد الشهداء (ع) مع يزيد. لقد تعلمنا منها (اي : واقعة عاشوراء)، دروسا قيمة اهمها، انه يتوجب علينا، احيانا، القيام بعمل ما وعدم الصمت، وعلى الإنسان في هذه الظروف، دفع (نفقة او غرامة) فيما يتعلق بذلك، قد تشمل التضحية بنفسه، سمعته، أبنائه او جميع ما ذكر. ومؤكدا على ان الإمام الخميني (قده) اتخذ عاشوراء درسا، قال : يجب أن نقوم بعمل تجاه مجتمع يتقهقر، ولكن بتوفر شرطين : اولهما، الشجاعة، اي، ان الانسان يستعد لتحمل ما يلزم في مسار هذا الهدف، والشرط الثاني، هو الانتخاب الصحيح وعدم الانحراف، الذي قد يؤدي إلى (داعش) !. في هذا الحقل، للعلماء دور بارز وهام حيث أن " مداد العلماء، افضل من دماء الشهداء ". فالشهيد شجاع، لكن معرفة الهدف إلى جانب الشجاعة، ضروري. ومنوها إلى تلاقي الفكر والاقدام في ثورة الإمام الحسين (ع)، اضاف : ان ذلك يجب أن يكون بالتزامن، فتواجد اي منهما دون الآخر، يعني، ان عملنا ليس حسينيا !، وهكذا كانت ثورة الإمام الخميني (قده). كان سماحته فقيها، عارفا، متكلما، فيلسوفا وخبيرا بالاسلام، وإلى جانب ذلك شجاعا. فعندما هاجمه ازلام مخابرات النظام السابق واعتقلوه، وقادوه إلى السيارة التي انحرفت ودخلت طريقا ترابيا و(انقلبت)، وكاد ذلك يؤدي بحياته، لم يعتريه الخوف. فالامام (قده)، تلقى من الإمام الحسين (ع) درسا كاملا وعمل به، وعلينا ادامة مسير العلم هذا إلى جانب الشجاعة. ومحذرا من الانجرار إلی (العواطف العمياء)، مشيرا إلى حادثة إحراق القرآن الكريم القبيحة جدا، قال : يتوجب اتخاذ المعرفة إلى جانب الشجاعة، للوقوف بوجه ذلك. فاحراق القرآن المجيد، ليس إحراق كتاب ما فحسب، وإنما لا يمكن تحمل احد مختف وراء ساتر (حرية التعبير)، في العالم (ويقوم بذلك الفعل الشنيع ). وبالاشارة إلى هدف العدو، ولاسيما الكيان الصهيوني، من إثارة الفرقة بين المسلمين، حذر من الوقوع في مصيدة ذلك، داعيا إلى الوحدة والتضامن اكثر فأكثر ووأد الفتنة. ومذكرا بأن المفكر الكبير إقبال لاهوري، الذي كتب وتحدث باللغة الفارسية، هو مواطن من بيننا، وان اناسا كاقبال والإمام الخميني (قده)، تخطوا حدود بلادهم ليصبحوا شخصيات عالمية، في إطار الإنسانية جمعاء .من الجدير بالذكر ان السيد حسن الخميني، تقدم بالشكر لحجة الإسلام والمسلمين السيد سراج الدين الموسوي، لدوره في انعقاد الاجتماع. كما، وحضر الاجتماع المذكور قنصل الجمهورية الإسلامية في كراجي، وعدد من المسؤولين الباكستانيين، من بينهم السناتور وقار مهدي.
-----------------
_القسم العربي ، الشؤون الدولية ، بتصرف.