قال يونس حمامي لاله زار ، الطبيب و الحاخام الاعظم للمجتمع اليهودي في ايران ، في معرض تعليقه على ما يحصل في فلسطين : من وجهة النظر اليهودية يعتبر قتل الافراد العزل من النساء و الاطفال و الشيوخ أمراً مرفوضاً .
واضاف الحاخام يونس حمامي لاله زار ، الذي كان يتحدث في ملتقى " اضواء على ما يحدث في فلسطين " : ان اياً من الدول الاسلامية لم تشهد مطلقاً اي تحرك يهودي معادي بشكل منظم . لافتاً الى انه منذ تشكيل الحزب الصهيوني ، و إثر محاولات الصهيونية العالمية اساءة استغلال الاهداف اليهودية ، تلقت الاهداف و التطلعات اليهودية واحدة من اكثر الضربات اساءة و ضرراً .
و تابع حمامي لاله زار : منذ بداية تبلور التوجه الصهيوني ، وذلك في اواخر القرن التاسع عشر ، كان من اوائل المنتقدين و المعارضين للصهيونية هم اليهود انفسهم . و اليوم ايضاً يحاول الكيان الصهيوني تصوير الحرب الاخيرة ذات دوافع دينية ، وفي الحقيقة حرب بين اليهودية و الاسلام . و لا يخفى ان مثل هذا الفهم يتعارض مع توجهات اليهود ومعتقداتهم .
و لفت الحاخام يونس حمامي الى ان التاريخ يشهد بان اليهود في مختلف دول العالم كانوا يعيشون في امن و سلام جنباً الى جنب مع المواطنين الآخرين ، موضحاً : ان معتقداتنا الدينية تؤكد بأن الله اوحي الى النبي ابراهيم و من ثم النبي اسحاق و النبي يعقوب ، بان اليهود سوف يجتمعون في زمن ظهور المنجي في الارض الموعودة . و منذ ان اخرج اليهود من تلك الارض قبل 2000 عام ، لم يصدر منهم اي تصرف عدواني لإعادة الارض . و نحن نعتقد ان ذلك يحدث بشكل تلقائي مع ظهور المنجي .
و قال الحاخام الاعظم للمجتمع اليهودي في ايران : الصهاينة يحاولون بكل السبل والوسائل غير الانسانية تشكيل دولتهم و الانتقال الى تلك الارض . علماً ان هذا الكيان لا يمثل اليهود في العالم ، بل اليهود يعارضون بشدة مثل هذا التوجه للصهاينة .
و شدد حمامي لاله زار على ان الوجود اليهودي في اي من دول العالم الاسلامي ، لا يؤمن بالعدوان مطلقاً ، و في هذا الصدد تعتبر ايران نموذجاً بارزاً . علماً ان اليهود يستوطنون الاراضي الايرانية منذ 2700 سنة ، منذ مهاجمة الملك آشور للارض المقدسة ، و يتخذون من المحافظة الغربية في ايران سكناً لهم . و منذ اليوم الاول كانوا يعيشون بسلام جنباً الى جنب مع اتباع الديانات الاخرى . ربما كانت هناك بعض المناوشات ، ولكن اذا ما نظرنا الى الواقع نجد ان اماكن سكن اليهود تقع الى جوار بيوت مراجع الدين ، و المساجد .
و اختتم الحاخام حمامي لاله زار كلمته بالقول : الامام الخميني كان يعتبر اليهودية ديناً الهياً . و كان يرى ثمة فارقاً بين اليهودية و الصهيونية . كما ان سماحة القائد المعظم كان يؤمن بهذه السياسة و يتبعها . ان قتل الافراد العزل من النساء و الاطفال و الشيوخ و كبار السن ، يعتبر من وجهة نظر الديانة اليهودية امراً مرفوضاً و مداناً . و ان الابادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ، بما في ذلك قصف المشافي ، يستنكرها اليهود و يعتبرونها ظلماً و عدواناً .
و في الختام كانت الكلمة للمعاون السابق لشؤون الصحافة و الاعلام في وزارة الثقافة و الارشاد ، حيث لفت الى ان بمقدور وسائل الاعلام الاجتماعية حرمان اسرائيل من محاولة التحكم بالرأي العام و تضليله .