في تقرير لوكالة أنباء جماران ، في التاسع و العشرين من شهریور عام ١٣٦١ ه . ش . (1982م)، وعلى عتبة حلول عيد الأضحى السعيد، وجه الإمام الخميني (قده) خطابا إلى مسلمي العالم ، و زائري بيت الله الحرام، داعيا فيه إلى بيان مصائب المسلمين ، و فاجعة توسعة سياسات الاستسلام ، التي يقوم بها الحكام العرب، مع الكيان المحتل للقدس ، مؤكدا:
يجب ان يعلم المسلمون انه بعد الثورة الاسلامية وظهور قوة الاسلام الاعجازية بدأت المؤامرات والخطط الامريكية لايجاد الفرقة بين السنة والشيعة وازداد الهجوم على ايران التي تمثل مركز ثقل الحركة الاسلامية وامتدت الى لبنان وان جميع هذه المؤامرات هي من اجل محاربة الاسلام واضعاف هذه القدرة الالهية. ويجب ان يعلموا ان مخطط امريكا الذي ينفذ بيد اسرائيل لا ينتهي عند لبنان وبيروت. بل الهدف هو الاسلام في كل مكان في البلاد الاسلامية خصوصاً منطقة الخليج الفارسي والحجاز الذي يعتبر مركز الوحي الالهي. وهم يريدون ان يسمع حكام المنطقة الى اوامر امريكا من دون اعتراض، والانكى من ذلك هو ان يكونوا مثل اسرائيل ويقبلوا بكل ذل وهوان. وفي مثل هذه الاوضاع والفاجعة العظمى لا ينبغي للمسلمين ان يكونوا لا اباليين، كما لا ينبغي التقصير في سبيل حفظ الاسلام والبلاد الاسلامية. وما اكثر ايلاماً ومصيبة ان تتجرأ اسرائيل وهي الى جوار المسلمين والدول التي تدعي الاسلام وتعتدي بهذه الصورة على الشعب اللبناني المظلوم وعلىسكان بيروت الاعزاء. وبدلًا من ان تنهض الدول الاسلامية للدفاع باعتباره فريضة الهية وانسانية تبدي اللاابالية تجاه ذلك بل تعمل من اجل تحقيق اهداف امريكا واسرائيل المشؤومة، وبدلًا من انتقاد اسرائيل الجائرة اخذت تنتقد ايران الاسلامية والاسلام في ايران. واذا ما استطاعوا اليوم ان يقدموا التبريرات والاعذارعلى سكوتهم وتأييدهم لاهداف المجرمين المشؤومة لكن هل يستطيعون تحريف التاريخ وهل يستطيعون خداع الشعوب الحرة؟ وهل يستطيعون اقناع الله المنتقم بهذه الاعذار غير المبررة؟ وهل يغفر الله لهم هذا الذنب العظيم حيث اتخذوا الاسلام العظيم العوبة بيدهم؟ وهل يستطيعون ان يجيبوا على دماء النساء والرجال والاطفال والابرياء في بيروت؟ (صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج16، ص: 387)