نداء إذاعي- تلفزيوني للامام الخميني (قدس سره) لكل مسلمي العالم وخصوصاً الشعب الإيراني بمناسبة حلول السنة الجديدة وعيد النيروز
التاريخ: 1 فروردين 1364 ه-. ش/ 28 جمادى الثانية 1405 ه-. ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: حلول العام الجديد وعيد النوروز
بسم الله الرّحمن الرّحيم
نبارك حلول العام الجديد لكل مسلمي العالم وخصوصاً الشعب الإيراني البطل بكل فئاته، وكذلك الذين هم في جبهات القتال من أجل خدمةالإسلام والذين يخدمون الإسلام خلف الجبهات وعوائل الشهداء وكذلك المعوّقين والمرتبطين بهم وللجميع. أرجو أن يكون هذا العام عاماً مباركاً لكل مسلمي العالم وأن يقطع الله تبارك وتعالى بتقديره أيدي القوى العظمى ومن يرتبط بها ويعيش سكان العالم في هدوء واطمئنان.
إنَّ مصائب العالم كلها سببتها القوى العظمى التي تدّعي أنَّها تعمل من أجل السلام. إنَّ تقوم بكل هذه الجرائم وتغرق الشعوب بالدماء ثم تدّعي أنَّها لا تستطيع أن ترى حقوق الإنسان تُمتهن. إنَّ إدعاءاتها لا أساس لها من الصحة، بل الحقيقة خلاف ذلك والمسلمون ومستضعفو العالم غافلون. وإن بارقة الأمل هذه التي ظهرت في إيران لو إلتحقت بها سائر الشعوب الإسلامية وتعاضدوا جميعاً في صدّ كل هذه الجرائم التي تمارس في حق البشر لصالح العالم. ولكنَّ لم يحدث هذا مع الأسف ولا أدري ماذا سيحدث. وأنا أرجو الله تبارك وتعالى أن يمنحنا القوّة على الاستقامة، فالاستقامة اليوم لازمة. والنبيّ الأكرم (ص) كان قلقاً من أن أمته هل ستستقيم أم لا؟ إلي الحد الذي قال: شيبتني سورة هود، إذ إنَّ هذه الآية:» فاستقم كما أمرتَ ومن تاب معك، قد وردت في سورة الشورى إيضاً وليس فيها:» ومن تاب معك «، وهذا ما يوحي بأنَّه كان قلقاً من أن أمته قد لا تستقيم- لا سمح الله-، فعلى الشعب الإيراني حكومة وشعباً، جيشاً وحرساً والفئات الأخرى كلها أن تتنبّه إلى أنَّ الاستقامة مقابل الظلم والقوى العظمى من الأمور التي أمرنا بها، فقد أمرتم بالاستقامة في مقابل العدو فإن استقمتم فأنتم منتصرون. وبحمد الله فإن أكثر الفئات متصفة بهذه الصفة...
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج19، ص: 176