تمر علينا هذه الذكري العزيزة ونحن نتصفح ماقاله الامام (قدس سره)حول ايجاد وقيام ثورة عظيمة اخرى الى جانب الثورة الاُم التي اطاحت بنظام مستبد حكم ايران لفترة طويلة. لقد شعر الامام، وهو ذو النظرة الفاحصة، بالخطر الثقافي الذي يهدد البلاد وكافة شرائح المجتمع ولاسيما شريحة الشباب وعلى الاخص، الطلبة في كافة المراحل دراستهم.. الخطر المترصد لهم من القوى الاستعمارية وكل المتكالبين على الثورة الاسلامية المباركة والطامعين الذين كانوا يحلمون باعادة ايران إلى احضان الاستكبار العالمي، وبسط السيطرة على الشعب الايراني المسلم الثائر، مرة اخرى. فالثورة الثقافية التي فجّرها الامام (قدس سره)، تعني تطهير البلاد مما سطر لها اصحاب الفكر المادي المعادي للقيم الانسانية ولاسيما الاسلامية منها، وتعني ايضاً، نظرة الامام الصائبة، الثاقبة الى الجيل الذي صنع الثورة الاسلامية المباركة، وهذا ما يؤكد موقف الامام (قدس سره)الثابت نحو الشباب، وتثقيف وتربية الشباب لانهم قادة المستقبل وامل الامة الاسلامية جمعاء، واصحاب القرار في ايران الثورة.
فيما يلي مرسوم الامام (قدس سره)حول ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم
«أعلن منذ فترة عن ضرورة الثورة الثقافية وهو أمر إسلامي يمثل إرادة الشعب المسلم، ولم تحصل لحد الآن مبادرة اساسية مؤثرة، والشعب المسلم لا سيما الطلبة الجامعيون المؤمنون الملتزمون قلقون لهذا وقلقون أيضاً لاخلال المتآمرين وهو ما تظهر آثاره حالياً بين الحين والآخر، والشعب المسلم الملتزم بالإسلام يخشى أن تفوت الفرصة لا سمح الله من دون أن يحصل عمل إيجابي، وتكون الثقافة كما كانت طوال مدة حكم النظام الفاسد، حيث وضع المسؤولون عديمو الثقافة هذا المركز الأساسي المهم في خدمة المستعمرين، ويتبين بوضوح من حصيلة الجامعات أنه باستثناء عدد قليل من الملتزمين والمؤمنين الذين كانوا في خدمة البلاد والإسلام رغم إرادة الجامعات، فإن الآخرين لم يحققوا لبلدنا سوى الضرر والخسارة. وان استمرار هذه الفاجعة-- وهو ما تريده للأسف بعض الجماعات المرتبطة بالأجانب-- سيوجه ضربة مهلكة للثورة والجمهورية الإسلامية، والتسامح في هذا الأمر الحيوي خيانة عظمى للإسلام والبلد الإسلامي.
بناءً على هذا تُعهد إلى حضرات السادة المحترمين محمد جواد باهنر، مهدي رباني املشي، حسن حبيبي، عبد الكريم سروش، شمس آل احمد، جلال الدين فارسي، وعلي شريعتمداري مسؤولية تشكيل لجنة ودعوة الاساتذة الإسلاميين والعاملين الملتزمين والطلبة الجامعيين الملتزمين المؤمنين، وباقي الشرائح المتعلمة والملتزمة والمؤمنة بالجمهورية الإسلامية، لتشكيل مجلس يعمل للتخطيط ووضع المنهج الثقافي المستقبلي للجامعات على اساس الثقافة الإسلامية، وانتخاب وإعداد الاساتذة الكفوئين الملتزمين الواعين وغير ذلك من الشؤون ذات الصلة بالثورة التعليمية الإسلامية. ومن البديهي وبناء على المذكور اعلاه، ان تخضع الثانويات وباقي المراكز التعليمية التي كانت تدار في ظل النظام السابق بأساليب تربوية وتعليمية منحرفة واستعمارية، للمتابعة الدقيقة ليصان ابنائي الاعزاء من الآفات والانحراف. أسأل الله تعالى التوفيق للسادة في هذا الأمر الهام، وأسأله عظمة الإسلام والبلدان الإسلامية. والسلام عليكم.
روح الله الموسوي الخميني»