موقع الإمام الخميني: إن ما نشهده من ظلم وإجرام وسلوك وحشي من قبل الكيان الصهيوني الغاصب تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل لا يمكن القبول به وتبريره بأي من المعايير والمقاييس الإنسانية. ولا يمكن لأي ضمير سالم وواعٍ أن يعترف بصحة هذا الأمر. ولكن وبما أن المعايير قد تغيرت وانقلبت وأن القيم الإنسانية حتى تلك البدائية منهالم يعد لها أي معنىً في قاموس عالم الحكومات المتغطرسة والمتعجرفة الممسوخ واتباعها ومن هم في زمرتها والأسوء من ذلك كله تلك الدمى العميلة معها والتي يطلق عليها اسم المجتمعات الدولية ذات الصلة كمنظمة الأمم المتحدة وما يسمى بمجلس الأمن فلا يمكن تعريفها سوى بأنها عوامل تسير نحو تحقيق أهداف وغايات أولئك المتنمرين والبلطجية. فإنه وللأسف الشديد تحدث كل هذه الفظائع والأعمال الإجرامية والوحشية في ظل صمتٍ مؤيّدٍ من قبل بعض رؤوساء وحكام الدول الإسلامية. وطبعاً يحصل كل هذا على أيدي الصهاينة الذين يمثلون الخُلق والطبيعة الشرسة والضارية ويجسدون الحالة المتوحشة لعالم الاستكبار المتغطرس والمتجبّر. وبما أنه من الممكن أن يرسخ في أذهان البعض أن من يقومون بهذه الجرائم والفظائع هم اتباع النبي موسى (ع)، أي اليهود، لذلك ستتم الإجابة على هذا الشبهة والشك المحتمل عبر بيانٍ ملهمٍ للدروس والعبر لسماحة الإمام الخميني(قده) قاله قبل 38 عاماً يبيّن فيه جوهر وماهية الصهيونية ويفصلها عن المجتمع اليهودي:
«إننا نفصل بين اليهود وبين الصهاينة، فالصهيونية لا علاقة لها باليهودية، لأن تعاليم موسى سلام الله عليه تعاليم إلهية، وقد ذكر القرآن موسى أكثر من بقية الأنبياء، كانت تعاليمه قيمة، وذكر القرآن تاريخ موسى وسيرته مع فرعون .. كان راعياً للغنم ولكن كان معه عالَمٌ من القوة والإرادة وقد نهض لمواجهة طغيان فرعون وقضى عليه. لقد كان الاعتماد على القدرة الإلهية والإهتمام بمصالح المستضعفين في مواجهة المستكبرين وعلى رأسهم فرعون والنهوض في وجه المستكرين، منهج موسى سلام الله عليه، وهذا المعنى مخالف تماماً للمشروع الصهيونين إذ ارتبط الصهاينة بالمستكبرين إنهم جواسيسهم وأجراء عندهم، ويعملون ضد المستضعفين خلافاً لتعاليم حضرة موسى عليه السلام الذي اعتمد على هؤلاء الناس العاديين- مثل بقية الأنبياء من أبناء السوق والأحياء الشعبية، ونهض بهم ضد فرعون وجبروت فرعون، وكان المستضعفون هم الذين تصدوا للمستكبرين واسقطوهم عن استكبارهم خلافاً لسلوك الصهاينة المرتبطون بالمستكبرين، ويعملون ضد المستضعفين. إن هذا التعداد من اليهود الذي خدع وجُمع من أقطار العالم في فلسطين، لعلهم الآن نادمون. إن من كان يهودياً ولا يريد أن يتبع غير تعاليم موسى السامية، لعلهم نادمون الآن لذهابهم إلى فلسطين، وذلك لأن من يذهب إلى هناك ويشاهد سلوك هؤلاء وكيف يقتلون الناس بلا مبر باسم اليهودية، لا يمكن أن يقبل بذلك. فهذه الممارسات تتعارض مع تعاليم موسى. إننا نعلم أن حساب المجتمع اليهودي غير حساب الصهاينة وإننا معارضون لهم ومعارضتنا نابعة من كونهم يعارضون جميع الأديان إنهم ليسوا يهوداً، بل هم أناس سياسيون يقومون بأعمالهم تحت غطاء اليهودية فاليهود يكرهونهم، وجميع الناس يجب أن يكرهوهم.» صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج7، ص: 220