ممّا قاله الإمام الخميني (قدس سره) حول دعم الحكومة خلال الثورة الاسلامية:
لقد تحقق لنا النصر لان الجميع توجهوا الى الله وسعوا الى الشهادة، فالاسلام هو الذي اتاح لنا النصر والا فنحن عاجزون في مقابل قدرة اولئك، وعلينا من الآن فصاعدا ان نحافظ على سر انتصارنا المتمثل في قدرة الاسلام ووحدة الكلمة.
لا تتصوروا بان الامر قد انتهى وان على الجميع العودة الى حياتهم الطبيعية، كلا فالامر لم ينته بعد وعليكم الآن حفظ وحدة الكلمة ورعاية هذه الثورة بكل ما اوتيتم من قوة، من الله عليكم بالسعادة واصلح لكم دنياكم واخرتكم والسلام عليكم!.[1]
ضرورة دعم الحكومة في ايجاد حلول للمشاكل
المشاكل التي نواجهها كثيرة، المشاكل التي تواجهها الحكومة الاسلامية كثيرة، فلا ينبغي توقع حلها بسرعة، لابد من اعانة الشعب للحكومة الاسلامية، يجب ان يكون الجميع رأيا واحدا وصوتا واحدا مع الحكومة الاسلامية، ينبغي دعم الحكومة الاسلامية ومساعدتها حتى تتمكن من التغلب على المشاكل، فالمشاكل ليست واحدة او اثنتين، انها كثيرة.
اقتصادنا منهار وعلينا تدعيمه لاقامة اقتصاد سليم. على المزارعين مواصلة زراعتهم، فالزراعة تؤمن الغذاء للشعب، فليواصلوا زراعة القمح والشعير والأرز الى غير ذلك، وان يقللوا ما امكنهم من زراعة محاصيل اخرى حتى لا نحتاج الى الاجانب.
ان بلادنا تمتلك القدرة على التصدير وقد قامت بذلك سابقا، لكنهم خلال السنوات القليلة الماضية ارجعوا البلد الى الوراء تحت اسم الثورة البيضاء، وحطموا ثقافتنا الى الوراء، وخربوا زراعتنا.
علينا جميعا ان نكون معا وصوتا واحدا كي نتمكن من اعادة اعمار هذا الدمار، ولو اننا ضعفنا أو فترنا فمن الممكن أن نرجع الى سابق عهدنا ونواجه المصائب والمشاق السابقة.
علينا جميعا ان نكون صوتا واحدا ومتكاتفين فيما بيننا. وان نعلم ان رمز انتصارنا يكمن في وحدة الكلمة والتوكل على الله تعالى.
لقد انطلق البعض لايجاد الفرقة والاختلاف بين الناس واعاقة عمل الحكومة، انهم يريدون بث الفرقة، ولكن ليتأكدوا بان ذلك خدمة للاستعمار سواء علموا أو لم يعلموا. فاذا كانوا يعلمون بذلك- لا سمح الله- فهي خيانة، وان كانوا لا يعلمون فان عليهم الخروج من جهلهم الذي يدفعهم كل يوم الى اطلاق صيحة جديدة تفرق الناس وتعزل الاجنحة عن بعضها. علينا ان نكون جميعا، صوتا واحدا منطلقين نحو هدف واحد.
ضرورة الاستفادة الصحيحة من الاجهزة الاعلامية
عليكم ان تعلموا بان هذه الاجهزة التي ذكرتموها والتي يعمل بعضكم او جميعكم فيها، يجب ان تكون اجهزة تعليمية. ففي زمن الطاغوت كانت هذه الاجهزة تعمل على استغفال شبابنا وتوجيه شعبنا نحو امور غير مجدية، وكانت تحرص على اغفال الجميع عن مصيرهم، والحال ان دور السينما لم توجد لتحقيق الاغراض المشؤومة التي سعوا لتحقيقها طوال هذه المدة. الاذاعة والتلفزيون مؤسسة تعليمية، دور السينما مراكز تعليمية، ينبغي ادارة هذه المؤسسات والمراكز ادارة سليمة واخلاقية.
انني اسأل الله تعالى ان يجعل ايران من الآن فصاعدا، بلدا منزّها، بلدا يجري فيه الحرص على اصلاح المعنويات مثلما يجري فيه الحرص على اصلاح الماديات، فالاصل في كل بلد يتمثل المعنويات وقد ابعدونا عن المعنويات وحرمونا فرصة تحقيق التكامل المعنوي. وانني اسأل الله ان تتكامل معنوياتنا وان يتكامل اهتمامنا وتوجهنا الى الله تبارك وتعالى.
امثلة على القمع في عهد رضاخان
في احدى المرات كانت لديّ مراجعة دراسية في المدرسة الفيضية وكنا عدة اشخاص يومها رأيت احدهم فقال: على هؤلاء ان يغادروا المدرسة قبل الغروب ويذهبوا الى المزارع لان المخبرين سيجيئون لاعتقالهم! وقد ذهبوا قبل الغروب الى مزارع المدينة ثم عادوا في ساعات متأخرة من الليل الى المدرسة.
اذا اردنا ان نعقد جلسة خاصة فيما بيننا فاننا كنا نضطر للذهاب الى مكان الاجتماع من ازقة مختلفة كي نجتمع ونبث همومنا لبعضنا البعض. أنتم لا تعلمون ماذا فعل اولئك بنسوة قم، كان هناك رئيس" النظمية" ولا ادري هل هو موجود الآن ام انه قضى نحبه كان يتصرف مع النساء كما ينقلون بنحو مثير. فذات مرة كان أنفه ينزف دماً، وحينما راى احدى النساء وهي ترتدي الشادور، لفلم يكترث للنزيف وانما هجم عليها لنزع شادورها، هكذا كانوا يتصرفون. وقد شاهدتم كيفية تصرفهم مع ابناء الشعب في اواخر عهدهم، فاية مذابح ارتكبوها في المدن واية مصائب احلوها على رؤوس ابناء مدينة قم.
الاطباء الايرانيون في امريكا
واحدى المصائب الكبرى التي أذاقوا مرارتها ابناء هذا الشعب هي انهم جعلوهم يسيئون الظن ببعضهم، فلو ان احدا اصيب بالمرض في طهران فانهم سيقولون له ليس لك علاج هنا، اذهب الى بريطانيا مثلا او اذهب الى باريس! فكان ذلك نتيجة ممارساتهم، اي اننا هزمنا نفسيا امامهم. فهل تظنون بان احداً اذا ذهب الى هناك فان اطبائهم سيفعلون كذا وكذا! ولكن اذا تم التعاطي مع المريض بقليل من الدقة هنا فانه سيعالج، وليس مؤكدا انه سيتعالج بشكل صحيح اذا ذهب الى الخارج. لا تتوقعوا بان الاطباء هناك يمكنهم فعل المعجزات وان اطباءنا عاجزون عن ذلك.
ان هذا الامر ناجم عن الدعايات التي يبثونها نحن نسيء الظن بأنفسنا، أي اننا هزمنا نفسيا. لا تظنوا بان الاطباء في ايران اقل كفاءة من الاطباء في البلدان الأخرى. فهناك العديد من الاطباء الايرانيين موجودين الآن في امريكا، يقال ان اكثر من خمسمائة طبيب ايراني موجود في أميركا، ولو عاد الاطباء الايرانيون الى هنا قد يختل الوضع في امريكا! فالامر ليس كما يجري تصويره بان هؤلاء الذين يدرسون هنا هم اقل من اولئك الذين ذهبوا للدراسة هناك، كلا فان هؤلاء هم كفء لاولئك. هؤلاء مثل اولئك وربما افضل.
حينما كنا في فرنسا وكنا نصاب احيانا بوعكة كنت أرى الاطباء ولم المس لديهم شيئا خارقا! ومن ذهبوا بامراضهم اليهم عادوا بنفس تلك الامراض. رفضوهم هنا فذهبوا الى هناك فوجدوا الحال سيان.
ان ما يحدث في هذا الاطار وليد الجهود التي بذلت خلال تلك السنوات الطويلة لافراغ عقولنا، وجعلونا ماسورين لهم الى درجة اننا نسيئ الظن بما متوفر لدينا، والحقيقة ان الامر ليس على هذه الشاكلة وهم ليسوا متقدمين علينا في المسائل العقلية والطبية. قديكونوا كذلك ولكن ليس الى الحد الذي نتوهمه.
المشاركة العامة في الاعمار والبناء
الحمد لله ان كافة ابناء شعبنا بادروا الى حل المشاكل بوعي واوصلوا الأمور الى ما نحن عليه، واني آمل ان تتواصل هذه الثورة في المستقبل ايضا وتحل المشاكل ويصار الى مباشرة الامور الاخرى، الامور التي تعتبر اساسية لبناء البلاد، فالبلاد التي دمروها وذهبوا تحتاج الى الاعمار، وهذا الامر لا يتحقق الا بمشاركة الجميع وهو امر لا يمكن للحكومة وحدها ان تنهض به، كما لا يمكن للبعض ان ينهضوا به وحدهم، فهو ليس في وسع علماء الدين. على الجميع ان يتكاتفوا، وكما تكاتفنا وتقدمنا حتى الآن، علينا ان نتكاتف وننطلق نحو المستقبل معا ان شاء الله. حفظكم الله وأيدكم وأسعدكم.[2]
ضرورة تطهير البلاد
لقد شاركتم ايها الشباب في الثورة حتى هذه المرحلة، اني احييكم! ولكننا الآن ما زلنا وسط الطريق. عليكم ايها الشباب، انتم الذين تمثلون قدرة الشباب، عليكم ان تطووا المسيرة باقتدار. لقد اوصلتم الثورة الى هذه المرحلة بوحدة الكلمة، بالاسلام وبالايمان، وعليكم ان تواصلوا مسيرتها حتى برّ الامان. اقتلعوا جذور الاستبداد وجذور الاستعمار من هذه البلاد.
هذه البلاد متخلفة، اقتصادها منهار وحالتها مزرية وهي بحاجة الى قوة الشباب التي تملكونها لاصلاح امورها. اننا مسؤولون جميعاً وعلينا ان نكرس جهودنا لذلك حتى نحقق مبتغانا.[3]
[1] صحيفة الإمام، ج6، ص: 326-325
[2] صحيفة الإمام، ج6، ص: 348
[3] صحيفة الإمام، ج6، ص: 356-355