أدى رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، اليمين الدستورية، في مجلس الشورى الاسلامي الايراني ليتولى رسميا ادارة البلاد، في بداية ولاية من أربعة أعوام.
وجرت مراسم القسم الرئاسي بموجب المادة 121 من الدستور الايراني، أمام نواب مجلس الشورى وبحضور عشرات الوفود الاجانب، والقادة العسكريين ورئيس السلطة القضائية حجة الاسلام غلامحسين محسني ايجئي.
وألقى رئيس الجمهورية الجديد، عصر الخميس، خطاباً رسم فيه الخطوط العريضة لإدارة الجهاز التنفيذي للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وأشار رئيس الجمهورية، في كلمته خلال مراسم أداء اليمين الدستورية، الى ان الشعب الايراني بشبابه اختار ان يكون صوتا مدويا لمظالم هؤلاء المستضعفين؛ مؤكدا، ان ايران هي المدافع الحقيقي عن حقوق الانسان.
*ايران تدافع عن المستضعفين
واكد آية الله رئيسي، ان ايران ترفض الصمت إزاء الظلم والمجازر والاعتداء على حقوق الابرياء والناس العزل؛ وقال: اننا نقف الى جانب المظلومين في كل مكان؛ بما في ذلك اوروبا وامريكا وافريقيا واليمن وسوريا وفلسطين.
واضاف الرئيس الايراني: ان الشعب الايراني بشبابه اختار ان يكون صوتا مدويا لمظالم هؤلاء المستضعفين؛ مؤكدا ان ايران هي المدافع الحقيقي عن حقوق الانسان.
وثمن آية الله رئيسي حضور جميع الضيوف والشخصيات المحلية والاجنبية في مراسم اداء اليمين الدستورية.
واكد، ان حكومته القائمة على ادارة الشعب، ستكرّس جلّ طاقاتها في سياق تعزيز العناصر المكونة للاقتدار الوطني، وستُسخّر الدبلوماسية والتعامل القائم على اليقظة والذكاء مع العالم، من اجل تحقيق مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية.
*ملحمة الشعب
وشدد قائلا: ان الملحمة التي سطرها الشعب الايراني في يوم الانتخابات الرئاسية (19 يوليو 2021) لم تكن نهاية للمشاركة الشعبية في الحكومة وانما انطلاقة لحضوره الفاعل فيها.
وتابع : لقد قدم الشعب الايراني بهذا الانجاز العظيم، انموذجا للنظام القائم على السيادة الشعبية الدينية؛ وذلك رغم خصومة الاعداء التي بلغت ذروتها والحرب النفسية الواسعة والحظر الاقتصادي الجبان الذي يفرض على البلاد اليوم.
رئيسي، صرح في كلمته اليوم: ان سياسة الضغوط والحظر لم تثن الشعب الايراني عن مواصلة الجهود لاستيفاء حقوقه المشروعة، بما في ذلك حق التنمية.
* إلغاء الحظر
ومضى يقول: نرحب بكافة المبادرات التي تساهم في إلغاء الحظر عن الشعب والبلاد.
واستطرد رئيس الجمهورية: ان اقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة هو لصالح الامن والسلام في المنطقة وتعزيز استقرار الدول الاقليمية، ومواجهة تهديدات القوى المتغطرسة والجائرة.
كما دعا آية الله رئيسي الى تحكيم لغة الحوار بين الدول الاقليمية لمعالجة الازمات الراهنة في المنطقة؛ مؤكدا ان التدخلات الاجنبية لم تساعد في حل المشا كل بل هي المشكلة بعينها.
واضاف: أمد يد الصداقة والاخوة الى بلدان المنطقة كافة ولاسيما دول الجوار.
* السلاح النووي محرّم
وفي معرض الاشارة الى الطاقة النووية، فقد اكد الرئيس الايراني الجديد: ان نظام الجمهورية الاسلامية يحرم استخدام السلاح النووي بناء على فتوى سماحة قائد الثورة، وعليه فإن هذا النوع من السلاح لا مكانة له في الستراتيجية الدفاعية للبلاد.
وتلقّى رئيس الجمهورية الجديد، يوم الخميس، التهاني من الرئيس البرتغالي ورئيس وزراء بلجيكا والرئيس الايطالي بمناسبة ادائه اليمين الدستورية وبدء مهامه الرئاسية.
وبعث رئيس البرتغال "مارسيلو ريبيلو دي سوزا" ببرقية إلى السيد إبراهيم رئيسي، هنأه فيها باسمه وبالنيابة عن شعب وحكومة البرتغال، متمنيا له التوفيق في النهوض بالمسؤولية المهمة الموكلة إليه.
وكرر مارسيلو ريبيلو دي سوزا التزام البرتغال بمواصلة تنمية العلاقات بين البلدين وأعرب عن ثقته في أن ذلك سيعود بالفائدة على الشعبين.
كما بعث رئيس وزراء بلجيكا، ألكسندر دي كرو، ببرقية إلى الرئيس الايراني الجديد السيد إبراهيم رئيسي، هنأه فيها باداء القسم الرئاسي وتمنى له النجاح في تعزيز مصالح الشعب الايراني.
وقال ألكسندر دي كرو في برقيته: أود أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد على أهمية العلاقة بين مملكة بلجيكا والجمهورية الإسلامية، وآمل أن تتطور هذه العلاقة أكثر خلال فترة رئاستكم.
كما بعث الرئيس الإيطالي سيرجيو ميتاتيلا، ببرقية تهنئة لرئيسي تمنى له النجاح، معربا عن استعداد بلاده لتطوير العلاقات مع طهران.
*قاليباف: ايران وريثة قرن من النضال
وفي كلمة افتتاحية له بمراسم اداء اليمين الدستورية، قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي "محمد باقر قاليباف": ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دخلت القرن الجديد من العام الهجري الشمسي (1400هـ ش)، وهي ترث ما يزيد عن مائة عام من النضال والجهاد في سبيل نيل الاستقلال والحرية والعدالة ونبذ الهيمنة والاهم من كل ذلك تطبيق المبادئ الاسلامية الاصيلة في المجتمع.
ورحب رئيس مجلس الشورى الاسلامي بجميع الضيوف والمشاركين في هذه المراسم الدستورية؛ مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دخلت المئوية الجديدة (للهجرة الشمسية -1400) بسجل حافل من النضال والتضحيات في سبيل الاستقلال والحرية ونبذ الغطرسة والهيمنة وتطبيق التعاليم والاحكام الدينية الاصيلة داخل المجتمع.
واضاف، ان ايران الاسلامية ضحت في هذا السبيل بأفضل واطهر ابنائها، بدءا بـ "الشهيد الشيخ فضل الله النوري" (احد الشخصيات الدينية والسياسية البارزة في عهد الثورة الدستورية الايرانية عام 1905-1911م) ومرورا بالشهيد "الفريق الحاج قاسم سليماني".
واكد رئيس البرلمان، ان الامام الخميني الراحل (رض) بلغ قمة هذا النضال والجهاد ضد الظلم والجور، لكونه منح الشعب الايراني نظاما قائما على السيادة الشعبية؛ ومن ثم واصل المضي بهذا النهج السامي خلفه الصالح "اية الله العظمى السيد علي الخامنئي".
*مواصلة المضي على نهج الثورة
ولفت قاليباف، بان الشعب الايراني اثبت من جديد وفي الخطوة الثانية من تاريخ الثورة الاسلامية عبر حضوره الملحمي في الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة، انه قادر على اجتياز كافة التحديات والازمات التي وضعها الاعداء في طريقه، ومواصلة المضي على نهج الثورة بكل اقتدار وصلابة.
وخلص الى القول: ان الجميع مطالبون في ظل المرحلة الراهنة، ان نساهم في دعم الاستقرار وبث روح الامل والحيوية داخل المجتمع؛ مبينا ان الثقل الاكبر في هذه المسؤولية الكبيرة يقع بطبيعة الحال على عاتق الحكومة.