تعود خلفية نضال الشعب الإيراني، للحصول على الاستقلال والحرية، في العصر الحديث، إلى ما قبل ثورة (المشروطة في ١٢٨٥ شمسي 1906)م)، فقد كانت للشعب من (عصر التنباكو) قبل (المشروطة)حتى عام ١٣٥٧ شمسي (1978م)، خلفيات متعددة في الكفاح، نجح في بعضها ک : ثورة المشروطة سنة 1285 شمسي (1906م)، وتأميم صناعة النفط اوائل أعوام ١٣٣٠ شمسي (1951م)، لكن الشعب الإيراني لم يوفق خلالها للمشاركة في استفتاء عام، الا بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران سنة ١٣٥٧ شمسي (1978م) بهدف انتخاب شكل وهيكل النظام السياسي للبلاد، وكان ذلك بعد ٤٨ يوما من انتصار الثورة، وحسب امر أصدره الإمام الخميني (قده)، حيث جرى الاستفتاء خلال يومي العاشر والحادي عشر من الشهر المذكور، ليقوم الشعب بانتخاب نظامه السياسي، وقد اشترك في الاستفتاء المذكور، حسب بيان الحكومة المؤقتة آنذاك، ٢٠ مليونا و٢٨٨ الف شخص (%98.2)، ادلوا باصواتهم ب : نعم، لحذف الملكية وتشكيل النظام الإسلامي، و٢٤١ ألفا ب (لا) . بعد هذه المشاركة الحماسية، بدأ مجلس المؤسسين بتدوين الدستور الجديد، مما يعني انه وبعد انتصار الثورة الإسلامية، كان الاستفتاء في الأولويات. اذن، فاليوم المذكور هو نقطة تحول هامة في تاريخ الشعب الإيراني، ويسمى ب (يوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، وكان محط أنظار قادة الثورة ومن بينهم الإمام الخميني (قده)، الذي أعلن خلال نداء له بالمناسبة الآنفة الذكر : " ان صبيحة الثاني عشر من فروردين اليوم الأول لحكومة الله من اسمى اعيادنا الدينية والوطنية. وعلى ابناء الشعب ان يحتفلوا بهذا اليوم ويحيوا ذكراه، فهو اليوم الذي انهار فيه مجلس أعيان القصر الملكي الذي واصل 2500 عام من حكومة الطاغوت، ورحلت فيه السلطة الشيطانية الى الأبد وحلت محلها حكومة المستضعفين، حكومة الله.
أيها الشعب المجيد، الذي اخذت حقك بدماء شبابك، تمسك بهذا الحق العزيز واعرف قدره واحفظه، وأقم العدالة الالهية تحت لواء الاسلام وراية القرآن بجهدك وتضحياتك. أنني امضي الأيام المتبقية من عمري في خدمتكم التي هي خدمة للاسلام، وانني اتوقع من ابناء الشعب ان يحرسوا بكل طاقتهم الإسلام والجمهورية الاسلامية.
اطالب الحكومة بالتخلص من آثار النظام الطاغوتي وجذوره الممتدة في جميع شؤون البلاد، دون خوف من الغرب أو الشرق وبالاستناد الى فكر وارادة مستقلة، وان تعيد صياغة الثقافة ومراكز العدلية وسائر الوزارات والادارات بشكل اسلامي بعد ان كانت تدار بأسلوب غربي متأثرة بالثقافة الغربية، ولتعكس للدنيا العدالة الاجتماعية والاستقلال الثقافي والاقتصادي والسياسي.(صحيفة الإمام، ج6، ص361). بعد النداء، تم إدخال الثاني عشر من فروردين، كيوم للجمهورية الإسلامية، في تقويم إيران ،حيث يقوم الشعب الإيراني بالاحتفال بذلك، حتى الجيل الذي لم يشهد الثورة، فهو اليوم الذي قطف فيه الشعب ثمار نضاله، الذي امتد إلى اكثر من مائة عام.
_____________________
- المشروطة: ثورة الحركة الدستورية، عام ١٢٨٥ شمسي (1906م)، التي انتصر فيها الشعب.
____________________
- اعداد وتنظیم: لجنة التحریر، في معاونیة قسم الشؤون الدولة.