مر اسبوع على (طوفان الاقصى) ، الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية ، و على رأسها حماس و الجهاد الإسلامي ، ضد قطعان الصهاينة المتوحشة ، التي جيئ بها من كافة اصقاع العالم ، بحيل شتى و اسكنها في أرض فلسطين المقدسة ، و اوهموا الأشقياء اليهود ، بأن الأرض خالية لا شعب فيها ! و لا احد يقطنها ! و هي أرض الميعاد ، كما جاءت به الأساطير التلمودية المزيفة ! اي ، الخرافات التي اصطنعها حاخاماتهم ! ... و هاهم اليوم ، لا يواجهون شعبا صامدا ، عصيا فقط ، و إنما يواجهون احرار العالم باجمعه ، و لا سيما القوى التحررية الإسلامية ، و محور المقاومة على الأخص ، الذي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، التي اسسها القائد الفذ الراحل ، الإمام الخميني (قده) . ان المتتبع خلال الأسبوع المنصرم ، و المواكب للأحداث، يرى بوضوح لا لبس فيه ، ان قوة صغيرة في عددها ، تقوم بما لم تقم به عدة جيوش عربية ! و تدك معاقل المتوحشین الصهاينة في عقر اوكارهم ، منزلة بهم ، عقابا لم يشهدوه منذ سنوات متمادية ! مذيقة اياهم مرارة الضياع و التيه مرة أخرى ، و التشرد و اللجوء إلى أماكن آمنة ، بعد ان كانوا ينعمون بأراض اغتصبوها و شردوا أهلها. فالقتلى ، الجرحى ، الأسرى و المفقودون ، كما اعترف المتحدث باسم الكيان المؤقت الصهيوني الغاصب ، بالآلاف ... و العدد الحقيقي ، بطبيعة الحال ، أضعاف ما يعلنون ، لأن عادتهم التكتم على كل شيئ ! لألأ تسقط ، كما يدعون ، هيبتهم الكاذبة ! و لم يجدوا طريقة لذلك ، الا بقتل الأبرياء في قطاع غزة و بواسطة الطيران ! ... هكذا هو الرعديد الجبان ، لا يقابلك وجها لوجه ، و إنما يحمل عليك غدرا و غيلة ، و لولا تقاعس بعض الحكام الخونة ، الخائفين على عروشهم من الانهيار ، و تكاتفهم مع العدو الصهيوني الغاشم في الخفاء ، لما تجرأ بإراقة الدماء الزكية الطاهرة ،على أرض غزة العزة و الشرف و الفخر ، ابدا . فمنذ انتصار الثورة الإسلامية المظفرة ، و حتى قبل ذلك ، كان الإمام الخميني (قده) ، الذي أعاد للاسلام و المسلمين كرامتهم المهدورة ، كان قد دعا بأعلى صوته المسلمين ، إلى نصرة فلسطين ، و التضامن مع شعبها المشرد ، العائد بإذن الله تعالى إلى أرضه و وطنه . فالامام (قده) أوجد يوم القدس العالمي ، في آخر جمعة لشهر رمضان المبارك ، ليخرج المسلمون و معهم كافة احرار العالم منادين بالدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ، و قبلة المسلمين الأولى و الأرض المقدسة ، و تطهیرها من براثن الصهاينة الانجاس ... و جاء بعده خليفته الصالح ، قائد الثورة المعظم ، سائرا على طريقه و منفذا ما قام به ، داعيا بأستمرار إلى الوقوف بوجه الصهاينة الأراذل ، و توحيد الأمة الإسلامية ، لاجتثاث جذور بني صهيون و إزالتهم من على وجه الأرض المقدسة ، و هذا ما تشهد به مواقفه المشرفة ، تجاه قضية فلسطين ، خاصة خلال أحداث (طوفان الأقصى) ، الذي أعلن فيه صراحة ، مساندة الأمة الإيرانية لمقاتلي حماس و الجهاد ، الاشاوس ، أسود ساحات الوغى و الفداء ، ضد عدو غاشم ، متوحش ، و كذلك مواقف حفيد الإمام ، السيد حسن الخميني ، الذي أعلن و منذ اللحظات الأولى لدوي الطوفان ، بأنه مع مجاهدي فلسطين ، و على كافة الدول الإسلامية ، معاضدتهم و التكاتف معهم . و ما الزيارة التفقدية التي قام بها لبيت سفيرة فلسطين في طهران ، معلنا عن دعمه لفلسطين الحرة ، الأسيرة في مخالب قطعان الصهاينة ، الا دليل على ذلك . و هكذا ، قام كبار المسؤولين الإيرانيين بإعلان تضامنهم ، و وقوفهم إلى جانب المجاهدين لتحرير أرضهم المغتصبة ، سواء رئيس الجمهورية ، و وزير الخارجية الذي يقوم بجولة مكوكية لنصرة فلسطين و غزة خاصة ، منوها إلى أن القصف العشوائي على غزة ، اذا لم يتوقف ، فسيكون للمقاومة الإسلامية ، لا سيما محورها المقتدر ، شأن آخر .
_________________________
القسم العربي ، الشؤون الدولية .